يرى أنصار هذا الاتجاه أن القيمة صفة مستقلة عن الطبيعة وعن الذات الفاعلة فهي تقع وراء الحوادث الطبيعية ووراء الذوات الفاعلة وهي في الوقت نفسه تفرض نفسها على الذوات الفاعلة "إذن فهي ليست نسبية -كما يدعي من ذهب إلى ذلك- بل إن لها وجودا مطلقا كأي وجود آخر ولها قوانين مستقلة بنفسها كقوانين الطبيعة لا تتغير ولا تتبدل، وإذا كان الأمر كذلك فالإنسان لا يخلقها بعقله أو بإرادته، وإنما يجدها موجودة بين الموجودات، ولكن وجودها متعالٍ على الموجودات الأخرى، وإن كان معايشا أو ملازما معها فهو بذلك وجود واقعي من جهة ومثالي من جهة أخرى، وينضوي تحت لواء هذا الاتجاه آراء مختلفة بعضها يميل إلى الجهة الأولى وبعضها الآخر يميل إلى الجهة الثانية بينما يلتزم بعضها بموقف الوسط، ومن أهم أنصار هذا الاتجاه "مور"، "ورسل"، "وشيلر"١.