ويرى هذا الاتجاه أن القيمة ليست صفة خاصة بحقيقة الأشياء بل هي نابعة من الفاعلية النفسية سواء أكانت هذه الفاعلية اهتماما أم رغبة أم ميلا أم تعاطفا أم تحسينا أم تقبيحا.
إذن مسألة القيمة مسألة ذاتية فردية وإرادية، فكل ما يوائم الرغبات النفسية الإرادية الفردية يعتبر خيرا بالنسبة إلى صاحب هذه الإرادة أو تلك.
وتأثير الأشياء في إرادتنا ونفسيتنا بالمواءمة أو بالمنافاة يدل على وجود علاقة بين طبيعة الأشياء وطبيعة نفسيتنا، وإذا كانت هذه العلاقة موضوعية من ناحية التأثير، فإنها ذاتية من ناحية التأثر، ذلك أن الناس يختلفون من هذه الناحية الأخيرة اختلافا كبيرا.
وبالإجمال فإن القيمة لا ترجع بالكلية إلى الأشياء ذاتها وإنما ترجع إلى النفس الفاعلة ذاتها أيضا، فالنفس الفاعلة هي التي تضفي على الأشياء والأفعال والأفكار قيمة بحسب اهتمامها بها وانفعالها معها. وبحسب ما تحس فيها من خير أو شر. ونفع أو ضر ومن إحساس سار أو مؤلم. وقد ذهب إلى هذا الاتجاه "شوبنهور" و "نيتشه" وأصحاب المذهب البراجماتي مثل "جون ديوي".