وأخيرا يمكننا أن نستخلص الخصائص الأخلاقية الإسلامية المتعلقة بالجزاء في النقط الآتية:
١- إن الإسلام ربط الأخلاق بالجزاء ربطا لا انفصام له, سواء كان هذا الجزاء عاجلا أو آجلا، فالجزاء نتيجة تنتجها الأخلاق كما تنتج الشجرة الثمرة.
وربط الأخلاق بالجزاء أمر ضروري؛ لأنه يزيد قيمة الأخلاق كما تزيد قيمة الشجرة ثمرتها.
وبذلك اختلفت الأخلاق الإسلامية عن الأخلاق الكانطية التي لا تربط الأخلاق بالجزاء والمكافأة, والأخلاق من غير جزاء ومكافأة جافة لا طعم فيها أو قليلة الفائدة وناقصة القيمة.
٢- إن الإسلام راعى في الجزاء الأخلاقي الطبيعة الإنسانية، فللإنسان جانب مادي وجانب معنوي في طبيعته، وقد راعى الإسلام الجانبين معا عندما قرر للسلوك الأخلاقي الجزاء المادي والمعنوي أيضا.
٣- ربط الإسلام مصير الإنسان من حيث السعادة والشقاوة في الحياة الدنيا والآخرة بالعمل الأخلاقي، فنتيجة الأخلاق الحسنة السعادة في الحياتين ونتيجة الأخلاق السيئة الشقاوة والتعاسة في الدارين معا.
وبذلك تميزت الأخلاق الإسلامية عن الأخلاق النفعية أيضا إذ إن هذه الأخيرة ربطت الأخلاق بالمنافع المادية الدنيوية وجعلتها وسيلة لها فحسب, كما تميزت عن الأخلاق الكانطية التي لا تربط الأخلاق بالجزاء إطلاقا؛ لأنها ترى أن