للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} ١، كما أمر باحترام طلاب العلم وإكرامهم, وخاصة الذين اغتربوا من أجل العلم, قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: "إن رجالا يأتونكم من أقطار الأرضين يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا" ٢.

ولا شك أن الإنسان إذا رأى من الناس تقديرهم جهوده العلمية, وإذا علم أن له ثوابا عند الله لآثاره العلمية يناله بعد موته فإنه يشجعه على أعمال علمية عظيمة, وهذا بدوره يؤدي إلى ازدهار العلم وتقدمه، ومن ثم تكون النتيجة تقدم الحضارة؛ لأن العلم أساس الحضارة, وروح أخلاقية العلم تؤدي إلى الخير.

كما نجد في الإسلام توجيهات أخلاقية أخرى تؤدي إلى التقدم الاقتصادي, فنحن نعرف أن التقدم الاقتصادي يتم عن ثلاثة طرق: الزراعة والصناعة ثم التجارة، ونجد الإسلام يدعو إلى الاهتمام بكل هذا, فنراه مثلا يدعو إلى الزراعة, ويعتبر كل نفع يأتي منه للإنسان أو للحيوان صدقة للزارع, فقال الرسول: "لا يغرس المسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة" ٣، ونراه أيضا يدعو إلى الاختراع الذي يأتي منه الخير للناس في أي ميدان من الميادين, فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها, ولا ينقص من أجورهم شيء" ٤, وسيأتي حديث يقول الرسول فيه: "من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو أحق به".


١ التوبة: ١٢٢.
٢ التاج جـ١، كتاب العلم، ص ٧٣.
٣ صحيح مسلم جـ١٠، كتاب المساقاة والمزارعة، ص ٢١٤.
٤ التاج جـ١، كتاب العلم، ص ٧٦.

<<  <   >  >>