للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذن مجال استعمال كلمة الخير أعم من القيمة. وفي تستعمل في الدلالة علي الأخلاق وكل ما يتصل بالأخلاق من الشخصية والقيم المادية والفكرية.

ذلك أن الشخصية الخيرة منبع الأفعال الخيرة عادة كما قلنا وذكرنا حديث الرسول الذي يشبه فيه الإنسان الصالح ببائع المسك والإنسان الفاجر بنافخ الكير١. إذ إن الإنسان الخير تصدر منه دائما أعمال خيرة ينتفع بها الناس كما تصدر من بائع المسك دائما رائحة طيبة يستفيد منها الناس, والإنسان الشرير مصدر للأفعال الشريرة تؤذي من يقترب منه كنافخ الكير الذي تصدر منه دائما رائحة كريهة وشرر يحرق ثوب من يقترب منه.

وكذلك الحكمة وهي أساس التصرف الأخلاقي السليم بل إن الأخلاق نفسها حكمة والمتخلق يكون حكيما.

وكذلك المال فلولا قيمة المال لما كانت هناك قيمة لمبدأ الإنفاق. فبقدر ما يبذل المرء من الأموال القيمة للمحتاجين بقدر ما يكون لهذا السلوك الأخلاقي من قيمة.

هذا إلي أن القيم الأخلاقية يفضل بعضها على بعض أو تزيد درجة قيمة بعضها على بعض, وقد يرجع هذا أحيانا إلي الظروف والملابسات التي يتم فيها العمل الأخلاقي؛ فالعمل الأخلاقي في ظرف معين من الإنفاق في ظرف الرخاء غيره في حال الضيق, ومساعدة إنسان في حال احتمال أن يجد مساعدة من الآخرين غيرها في حال فقد هذه المساعدة وإن كان مقدار المساعدة ونوعها واحدا في كلتا


١ حديث سبق ذكره في الجزاء الأخلاقي في هذا الكتاب: انظر فهرس الأحاديث.

<<  <   >  >>