القيمة وباجتماعهما تكتمل القيمة الحقيقية للأخلاق, ولكن المعرفة النظرية للأخلاق لا تستوجب التطبيق العملي كما يدعي "سقراط", ذلك أننا نعرف في حياتنا قيمة أشياء كثيرة ولكن بالرغم من ذلك نتكاسل عن تنفيذها أو العمل بمقتضاها, نعم إن المعرفة بقيمة الشيء عامل مشوق ودافع إلى العمل به ولكن ليس كل ما نتشوق إليه نفعله بالضرورة.
والنتيجة التي ننتهي إليها من هذا كله هي أننا إذا أردنا أن نتذوق قيمة الأخلاق تذوقا حقيقيا فعلينا أن نجمع بين القيمتين, إذ إن قيمة الأخلاق تختلف عن غيرها كقيمة نوعية مستقلة تمتاز بما يجتمع في كيانها القيمة العقلية والوجدانية والحسية, ولهذا فقد أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالجمع بين الأمرين عندما قال:"عليك بالعلم فإن العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والعمل قيمه والرفق أبوه واللين أخوه والصبر أمير جنوده" ١.