للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} ١, {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} ٢, ولا يمكن أن يستوي الإنسان الذي يعمل بالمبادئ الأخلاقية والذي لا يعمل بها، ولا يستوي الذي يعمل الخير والذي يعمل الشر قال تعالى: {قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} ٣, وقال: {أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} ٤, {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ, وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} ٥, ثم إن الإنسان الذي يعمل بمقتضى القيم الأخلاقية لا تزيد قيمته ودرجته وجزاؤه عند الله فحسب بل تزيد قيمته الإنسانية بين الناس فيكون له الشرف والمكانة الأدبية في المجتمع, فيجد القبول والاهتمام به والمودة والتقدير من الناس فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} ٦, وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض، وإذا أبغض الله عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه قال: فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال: فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض" ٧, وروي عن أبي ذر قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير فيحمده الناس عليه قال تلك عاجل بشرى المؤمن" , تلك هي القيمة الأدبية التي ينالها الإنسان المتخلق في البيئة الاجتماعية التي يحيا فيها, ولا شك أن تلك القيمة لا تقدر بثمن لمن يقدرها ويعرف قيمتها, ثم إن الأدب زينة الإنسان وبقدر ما يتأدب مع الناس يوثق به ويعتمد عليه ويسند إليه المهام.


١ الأنعام: ١٣٢.
٢ هود: ٣.
٣ المائدة: ١٠٠.
٤ ص: ٢٨.
٥ الانفطار: ١٣-١٤.
٦ مريم: ٩٦.
٧ التاج جـ ٥ ص ٧٩.
٨ المرجع نفسه.

<<  <   >  >>