تدعو إلى احترام جميع الحقوق الطبيعية للإنسان، بل أكثر من هذا فإنها تدعو إلى تحقيق تلك الحقوق للناس أو تيسير السبل إلى ذلك لمن يعجز عن الوصول إليها، ومن ثم يعد من يخدم الناس خير الناس، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم:"خير الناس أنفعهم للناس" ١, كما تدعو إلى المحبة والمودة والإخاء والمساواة بين الناس.
وفي ميدان المعاملة تدعو إلى احترام العقود وأداء الأمانة والنزاهة والصدق في القول، وتنهى عن الاستغلال والمماطلة والغش والكذب والخداع والخيانة.. وما إلى ذلك من الصفات الذميمة.
وفي ميدان السياسة والحكم، تدعو هذه الأخلاق الكريمة إلى احترام العهود والمواثيق المبرمة وإلى الحكم بالعدل والمساواة والعمل من أجل رفع مستوى الأمة,
وتنهى عن الغدر والمحاباة والمفاجأة بالعدوان والتسلط والتجبر وما إلى ذلك من الصفات القبيحة، وفي ميدان الاقتصاد تدعو إلى العمل الجاد والإتقان والإبداع والابتكار من ناحية، ثم التقشف والقناعة وعدم التبذير والإسراف من ناحية أخرى.
وفي ميدان العلم تدعو إلى التعلم والتعليم والتربية واستخدام العلم في خدمة الإنسانية. كما تنفر عن الجهل وعن عدم العمل بالعلم أو بمقتضى العلم.
وهكذا كان الإسلام دين الحق والهدى وجاء بأكمل الأخلاق وأصلحها وأهداها ليظهر بذلك على الأديان والفلسفات الأخرى وكان ذلك نعمة من الله على هذه الأمة بل على الإنسانية كلها. وصدق الله العظيم إذ قال: {هُوَ الَّذِي