وإصلاح الباطن يتوقف على ثلاثة أمور: الأمر الأول معرفة النفس ونوازعها ورغباتها، ومن هنا نرى تركيز المتصوفة في دراستهم الأخلاقية على التحليلات النفسية الدقيقة من وصف خلجات النفس وخطرات القلب، والصراع النفسي وأهوال هذا الصراع، ثم الرذائل الناتجة عن اتباع أهواء النفس ورغباتها، الأمر الثاني تطهير القلب وتصفية الروح من الرذائل وذلك عن طريق المجاهدات والعزلة والزهد والعبادة الزائدة، الأمر الثالث: التحلي بالفضائل والمكارم الأخلاقية، ولذلك نراهم يقسمون التربية الأخلاقية إلى مراحل: مرحلة للمبتدئين وأخرى للمتوسطين وثالثة للواصلين، ويسمون المرحلة الأولى بالتخلية، والثانية بالتحلية، والثالثة بالثبات والدوام في حضرة الله.
٢- التفاني في الإخلاص لله في جميع الأعمال، والتنكر للإرادة البشرية، والاتحاد مع إراداة الله في تطبيق جميع مراد الله، ومن هنا ينكرون الحرية للإنسان من حيث وجوب الاختيار لا من حيث القدرة على الاختيار؛ لأن الإنسان يجب أن يطبق إرادة الله ولا ينبغي أن يخرج على إرادة الله، ويعتبرون إفناء إرادة الإنسان في إرادة الله هو الإخلاص الكامل لله في الأعمال.
٣- تنمية علاقة المودة والمحبة والإخاء بين الناس والتفاني في الفداء والإيثار.
٤- إيثار الزهد في الدنيا والتقشف في الحياة، ومن هنا قال "أبو على الروذباري" عندما سئل عن الصوفي: "الصوفي من لبس الصوف على الصفا، وأطعم الهوى ذوق الجفا، وكانت الدنيا منه على القفا، وسلك منهاج