للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآخرة على الأولى، ولا سيما إذا كان يعقبها ألم ومشقة، ومهما كان من أمر فإن الغالب على هذا المذهب هو الطابع الحسي والاهتمام الزائد باللذات الحسية كسابقه.

ومنها مذهب المنفعة التطوري الذي يمثله "هربرت سبنسر" و"لسلي ستيفن" ويرى هذا المذهب أن الحياة السعيدة تكون في التوفيق بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع وهي الفضيلة، وبقدر ما يزيد مقدار هذا التكيف يزيد مقدار لذة الفرد وخاصة اللذة النفسية، والإنسان يسعى إلى هذا التكيف بالطبيعة؛ لأنه حاجة بيولوجية لا لمجرد مصلحة مصطنعة أو عقد اجتماعي كما يدعي البعض، وهذا التكيف الذي يسعى إليه الإنسان بالطبيعة لم يكتمل بعد، وسوف يكتمل فيما بعد؛ لأن الحياة بطبيعتها متطورة، وهي سائرة نحو الحياة الإنسانية المثالية١.


١ مذهب المنفعة العامة في فلسفة الأخلاق، الدكتور توفيق الطويل، ص٤١.

<<  <   >  >>