للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ٢١ - يَحْيَى بن معِين إِمَام الْجرْح وَالتَّعْدِيل، الْمُتَوفَّى سنة ٢٣٣، سمع "الْجَامِع الصَّغِير" من مُحَمَّد بن الْحسن، وتفقه عَلَيْهِ، وَسمع الحَدِيث من أبي يُوسُف، وَفِي "عُيُون التواريخ": كَانَ ابْن الْمَدِينِيّ، وَأحمد، وَابْن أبي شيبَة، وَإِسْحَاق يتأدبون مَعَه، ويعرفون لَهُ فَضله، ورث من أَبِيه ألف ألف دِرْهَم، فأنفقها جَمِيعًا عَلَى الحَدِيث، وَكتب بِيَدِهِ سِتّمائَة ألف حَدِيث. وَقَالَ أَحْمد: كل حَدِيث لَا يعرفهُ يَحْيَى فَلَيْسَ بِحَدِيث، وَرَأَيْت تَارِيخه - رِوَايَة الدوري - فِي ظاهرية دمشق، وتختلف الرِّوَايَات عَنهُ فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل، ويعده الذَّهَبِيّ، حنفياً، صُلْباً فِي جزئه الَّذِي أَلفه فِي الَّذين تكلم فيهم من الثِّقَات، بل متعصباً لأهل مذْهبه، وَمَعَ ذَلِك ترَى بعض الروَاة لَا يَأْبَى أَن يقوّله (١) كَلِمَات قاسية فِي كثير من أَصْحَاب أبي حنيفَة، ولله فِي خلقه شؤون.

- ٢٢ - مُحَمَّد بن سَمَّاعَة التَّمِيمِي، الْمُتَوفَّى سنة ٢٣٣، وَفِي "عُيُون التواريخ": وَهُوَ من الْحفاظ الثِّقَات، صَاحب اختيارات فِي الْمَذْهَب، وَرِوَايَات، وَله مصنفات. قَالَ ابْن معِين: لَو كَانَ أهل الحَدِيث يصدقون كَمَا يصدق ابْن سَمَّاعَة فِي الرَّأْي، لكانوا فِيهِ عَلَى نِهَايَة، رَاجع "الْجَوَاهِر".

- ٢٣ - الْحَافِظ الْكَبِير إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْبَلْخِي الْبَاهِلِيّ الماكياني، الْمُتَوفَّى سنة ٢٣٩، كَانَ مقاطعاً لقتيبة بن سعيد، لِأَنَّهُ آذاه عِنْد مَالك، فَقَالَ: هَذَا مرجئ، فأقامه من مَجْلِسه، وَمَا سمع من مَالك غير حَدِيث وَاحِد، وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ، وَفِي ذَلِك عِبْرَة، رَاجع "الطَّبَقَات"، و"الْجَوَاهِر".

- ٢٤ - أَبُو اللَّيْث الْحَافِظ عبد الله بن سُرَيج بن حجر البُخَارِيّ، الْمُتَوفَّى فِي حُدُود سنة ٢٥٨، هُوَ من أَصْحَاب أبي حَفْص الْكَبِير البُخَارِيّ، كَانَ يحفظ عشرَة آلَاف حَدِيث، وَكَانَ عَبْدَانِ يجله، ذكره غُنْجَار فِي "تَارِيخ بُخَارَى"، وَلم يذكر وَفَاته، رَاجع "الطَّبَقَات".

- ٢٥ - الإِمَام مُحَمَّد بن شُجَاع الثَّلْجِي، الْمُتَوفَّى سنة ٢٦٦، وَهُوَ ساجد فِي صَلَاة الْعَصْر، وَقَالَ الْمُوفق الْمَكِّيّ: إِنَّه ذكر فِي تصانيفه نيِّفاً وَسبعين ألف حَدِيث، وَله "الْمَنَاسِك" فِي نيِّف وَسِتِّينَ جزءٍ، وَله "تَصْحِيح الْآثَار" كَبِير جدا، وَله "الرَّد عَلَى المشبهة"، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي "النبلاء": كَانَ من بحور الْعلم اهـ، تكلم فِيهِ بعض الروَاة بتعصب، رَاجع تَرْجَمته فِي "فهرست ابْن النديم" و"الْجَوَاهِر المضيئة"، وَفِيمَا كتبناه عَلَى تَبْيِين كذب المفتري، وتكملة الرَّد عَلَى - نونية - ابْن الْقيم.

- ٢٦ - الْفَقِيه الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى البرتي، الْمُتَوفَّى سنة ٢٨٠، تفقه عَلَى أبي سُلَيْمَان الْجوزجَاني، وَكَانَ يُجِله إِسْمَاعِيل القَاضِي، وَله - مُسْند أبي هُرَيْرَة -. رَاجع "الطَّبَقَات"، و"الْجَوَاهِر".

- ٢٧ - أَبُو الْفضل عبيد الله بن وَاصل البُخَارِيّ، الْمُتَوفَّى شَهِيدا سنة ٢٨٢، وَهُوَ مُحدث بخاري، وَأخذ عَنهُ الْحَارِثِيّ، رَاجع "الطَّبَقَات".

- ٢٨ - الْحَافِظ إِبْرَاهِيم بن معقل النَّسَفِيّ، مصتف "الْمسند الْكَبِير" - وَا"لتفسير "، الْمُتَوفَّى سنة ٢٩٥، حدث الصَّحِيح عَن البُخَارِيّ، قَالَ المستغفري: كَانَ فَقِيها، حَافِظًا، بَصيرًا باخْتلَاف الْعلمَاء، عفيفاً، صيناً، رَاجع "الطَّبَقَات"، و"الْجَوَاهِر".

- ٢٩ - أَبُو يعْلى أَحْمد بن عَلّي بن الْمثنى الْموصِلِي، صَاحب "الْمسند الْكَبِير". و"المعجم"، الْمُتَوفَّى سنة ٣٠٧، أَخذ عَن عليّ بن الْجَعْد وطبقته، قَالَ أَبُو عَلّي الْحَافِظ: لَو لم يشْتَغل أَبُو يعْلى بكتب أبي يُوسُف عَلَى بشر بن الْوَلِيد، لأدرك بِالْبَصْرَةِ سُلَيْمَان بن حَرْب، وَأَبا دَاوُد الطَّيَالِسِيّ، وَهَذَا مِمَّا يدل عَلَى أَن كتب أبي يُوسُف بِكَثْرَة بَالِغَة، وَلَوْلَا ذَلِك لما حَال سَماع كتبه، دون علو سَنَد أبي يعْلى، مَعَ تسرع الْمُحدثين فِي السماع، رَاجع "الطَّبَقَات".

- ٣٠ - الْحَافِظ أَبُو بشر الدولابي مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمَّاد، الْمُتَوفَّى سنة ٣١٠، وَهُوَ مؤلف "الكنى". وَغَيره من الْكتب الممتعة، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: تكلمُوا فِيهِ، مَا تبين من أمره إِلَّا خير. فَقَوْل ابْن عدي: ابْن حَمَّاد مُتَّهم فِي نعيم، إِسْرَاف فِي القَوْل، كَمَا هُوَ شَأْنه، رَاجع "الطَّبَقَات".

- ٣١ - الْحَافِظ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد الطَّحَاوِيّ، الْمُتَوفَّى سنة ٣٢١، فِي غَايَة من الاتساع فِي الْحِفْظ، وَمَعْرِفَة الرِّجَال، وَالْفِقْه، توسع الْبَدْر الْعَيْنِيّ فِي تَرْجَمته فِي رجال مَعَاني الْآثَار، وشيوخ الطَّحَاوِيّ الثَّلَاثَة: (ا) - بكار بن قُتَيْبَة (ب) - وَابْن أبي عمرَان (ج) - وَأَبُو حَازِم، كلهم من كبار حفاظ الحَدِيث.

- ٣٢ - الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْعَوام، السَّعْدِيّ، الْمُتَوفَّى فِي حُدُود سنة ٣٣٥، لَهُ ذكر فِي"طَبَقَات الذَّهَبِيّ - فِي تَرْجَمَة النَّسَائِيّ"، والطَّحَاوِي، وَأبي بشر الدولابي، وَكتابه فِي فَضَائِل أبي حنيفَة، فِي مُجَلد ضخم، و - مُسْند أبي حنيفَة -، لَهُ، من أهم المسانيد السَّبْعَة عشر، وحفيده مترجم فِي "قُضَاة مصر"، و"الْجَوَاهِر".

- ٣٣ - الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد الْحَارِثِيّ البُخَارِيّ، الْمُتَوفَّى سنة.٣٤، لَهُ مَنَاقِب أبي حنيفَة، وَله مُسْند أبي حنيفَة أَيْضا أَكثر فِيهِ جدا من سَوْق طرق الحَدِيث، وَقد أَكثر ابْن مندة الرِّوَايَة عَنهُ، وَكَانَ حسن الرَّأْي فِيهِ، وَقد تكلم فِيهِ أنَاس بتعصب، وَأكْثر مَا يرمونه بِهِ إكثاره من الرِّوَايَة عَن النجيرمي، أباء بن جَعْفَر، فِي مُسْند أبي حنيفَة، وَلم ينتبهوا إِلَى أَن رِوَايَته عَنهُ لَيْسَ فِي أَحَادِيث ينْفَرد هُوَ بهَا، بل فِيمَا لَهُ مشارك فِيهِ، كَمَا فعل مثل ذَلِك التِّرْمِذِيّ فِي مُحَمَّد بن سعيد المصلوب، والكلبي، لَكِن قَاتل الله التعصب، يُعمي ويُصم. رَاجع "الْجَوَاهِر"، و" تَعْجِيل الْمَنْفَعَة".


(١) أَي يدعيها عَلَيْهِ افتراءً، يُقَال: قوَّله مَا لم يقل، أَي ادّعاه عَلَيْهِ، كَذَا فِي "مُخْتَار الصِّحَاح".

<<  <  ج: ص:  >  >>