للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا مِنْهُم، إِلَّا همام قد سما، ... كَالشَّمْسِ ترنوه برأد، ضحاء

فتسلطت بِالْهِنْدِ، عبّاد الْمسـ ... ـيح، (الْمَسِيح) وَذَاكَ خطب مَاله بكفاء

بلغ السُّيُول زبى الْأسود، وَدِيننَا ... أَضْحَى غَرِيبا، فَاقِد الْأَبْنَاء

فتصعدت كلم الدُّعَاء إِلَى السما، ... وتنزلت بَرَكَات ذِي الْأَسْمَاء

بعث الإِله، وسيبه من غيبه، الـ ... ـفاروق، (الْفَارُوق) بَين النُّور والظلماء

هُوَ قَاسم الْخيرَات، والبركات، ... ولسان هذي الْملَّة الْبَيْضَاء

وَصفيه، وخليله، ورفيقه ... الْمولى الرشيد، مجاب كل دُعَاء

كَانَا شهابي كل أكفرعاند، ... أَو ملحد متعنّت عوّاء

لدفاعه ونضاله وطراده، ... وطعانه، وضرابه، ورماء

وتفرسا بفراسة من نوره ... إِن الضلال، سجا بِكُل فنَاء

عزما عَلَى تأسيس جَامِعَة الْهدى، ... فِي ديوبند بعزمة حصداء

لَا يَهْتَدِي للخير إِلَّا خير، ... وموفق، ذُو همة شمَّاء

أَبقوا عَلَى وَجه الزَّمَان مآثراً، ... يفنى الزَّمَان، وَذكرهمْ بِبَقَاء

إِذْ جاهدوا فِي الله حق جهاده، ... سسقياً ورعياً، مَا لَهُم ببواء

فتعطر العَرف الشذي بأرضها، ... كتضوع الْأَنْوَار بالأنداء

فتفجرت أنهارها بمشارق ... ومغارب بالسقي والإِرواء

فتصدر الْمَحْمُود بعد مضائهم ... ركن الْهدى، كالصخرة الصماء

نور الْعِبَادَة، لامع من وَجهه ... فِي كل حَال شدَّة ورخاء

لم يخْش إِلَّا الله مُدَّة عمره، ... فِي كل شَأْن خَوفه ورجاء

لم يلْتَفت نَحْو المطامع لفتة، ... فِي كل طور زعزع ورُخاء

لم يدر إِلَّا الله عدّة صَحبه، ... هُوَ مُنْتَهى الإِسناد فِي الإِملاء

لما دَعَاهُ الله، نَاب مَنَابه، ... الْمُفْرد الْعلم المنيف الشائي

الشَّيْخ أنورنا، الرفيع مكانةً، ... شرقاً وغرباً، مُنْتَهى الأنحاء

وَبَقِيَّة السّلف الْكِرَام، وَحجَّة ... لشيوخه الأمجاد والنبلاء

شمس الْهدى، بدر الدجى، علم التقَى ... كَهْف الورى، هُوَ مأمن الغرباء

ولواذهم، وعياذهم، ومآبهم ... خفض الْجنَاح لطارق أَو جائي

مَيْمُون وَجه، ذُو الشَّمَائِل حلوة، ... ملقى الرّحال، وموسم الْفُضَلَاء

زهداً وتقوى، سيرة وسريرة، ... شمس الْعُلُوم، توسطت بسماء

من فيضه انْشَرَحَ الصُّدُور، وَفتحت ... عُمى الْعُيُون بِسنة وصفاء

محيي لدين الله، سيف صارم ... للكفر والإِلحاد والإِرجاء

علم من الْأَعْلَام، رحْلَة عصره، ... كالبدر يحلو حندس الظلماء

إِذْ خيف أَن يَسْطُو عَلَى نور الْهدى ... كفر المبير، بغارة شعواء

نبضت لَهُ عرق تذب عَن الْحمى ... فِي قطع تِلْكَ البقلة الحمقاء (١)

قد كَانَ معْجزَة، بَقِيَّة أمة ... سلفت، وحاشانا من الإطراء

فبقى عَلَى هَذَا يروي أمة، ... فِي الدَّهْر كل صباحه وَمَسَاء

فَأَصَابَهُ نوب الزَّمَان وضيمه، ... وَكَذَا الْكِرَام دريئة لبلاء

فانحاز عَنْهَا صَابِرًا، فِيمَا دها ... من شدَّة، وملمَّة عمياء

فَدَعَاهُ أهل الْفضل من دابهيل للتـ ... ـحَدِيث، (للتحديث) والإخبار والإنباء

إِذْ وفْق الله الْكِرَام لأمة ... تأسيس جَامِعَة، لريَّ ظلماء

وغدوا عَلَى سنَن الْكِرَام، وقلد الـ ... ـأنباء (الأنباء) فِيهَا سنة الْآبَاء

لبَّى مجيباً بالحبور نداءهم، ... للدّين لَا الدُّنْيَا، ونيل رقاء

فَأَعَادَ للدّين المتين رواءه، ... وبهاؤه، وغضارة النعماء

فَجَرَى عَلَى هَذَا النظام صَنِيعه، ... يسْقِي، ويشفي مُسْند الْإِمْلَاء

فَدَعَاهُ روح الله فِي جناته، ... والبدر مفتقد لَدَى الظلماء

فجزاه رب الْعَرْش أحسن مَا جزى ... للْعَالمين الصفوة الْعلمَاء

فتصدر الشَّيْخ الشهير مفضل، ... شبير أَحْمد ذُو نَثَا، وثناء

هُوَ صنوه، وَخَلِيفَة من بعده ... فِي مُسْند الْأَخْبَار والأنباء

هُوَ ترجمان الْوَحْي حبر زَمَانه، ... وَلَدي الْبَيَان فكوكب الجوزاء

ومفسر الْقُرْآن تَفْسِيرا بديـ ... ـعاً (بديعاً) رائقاً، بلطائف وبهاء

[فمداد مَا يجْرِي بِهِ أقلامه ... أَزْكَى وَأطيب من دم الشُّهَدَاء]

[يَا ناشري علم النَّبِي مُحَمَّد، ... مَا أَنْتُم وسواكم بِسَوَاء]

يَا شارحي علم الحَدِيث وَسنة ... نلتم رضَا فِي جنَّة خضراء

ولشيخنا الْمَحْمُود أَصْحَاب كبا ... رٌ، (كبار) كَالنُّجُومِ، ذَوي سنا وسناء

كالشيخ مَوْلَانَا الرِّضَى، أشرف عَلَى ... خير الْعباد، وأسوة الصلحاء

أوقاته، أنفاسه، حركاته، ... سكناته، للملة الْبَيْضَاء

فِي الزّهْد وَالتَّقْوَى، فُضَيْل زَمَانه، ... وشقيقه الْمَعْرُوف ذُو العلياء

مَلأ البسيطة حِكْمَة ومعارفاً، ... بالوعظ، والتصنيف، والإفتاء


(١) إِشَارَة إِلَى الْفِتْنَة المرزائية القاديانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>