للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واسمها دار السّرور، فأبشر؛ فقد أمرنا بتنجيدها وتزيينها والفراغ منها إلى سبعة أيام. فلمّا كان بعد سبعة أيام مات، فرئي في المنام فقال: أدخلت دار السرور، فلا تسأل عمّا فيها. لم ير مثل الكريم إذا حلّ به مطيع.

رأى بعضهم كأنّه أدخل الجنّة وعرض عليه منازله وأزواجه، فلمّا أراد أن يخرج تعلّق به أزواجه، وقالوا: بالله حسّن عملك، فكلّما حسّنت عملك ازددنا نحن حسنا.

العاملون اليوم يسلفون رءوس أموال الأعمال فيما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين، إلى أجل يوم المزيد في سوق الجنة، فإذا حلّ الأجل دخلوا السّوق فحملوا منه ما شاءوا بغير نقد ثمن، على قدر ما سلف من تعجيل رأس مال السلف، لكن بغير مكيال ولا ميزان.

فيا من عزم أن يسلف اليوم إلى ذلك الموسم، عجّل بقبض رأس المال، فإن تأخير التقبيض يفسد العقد.

فلله ذاك السوق الّذي هو موعد المزيد … لوفد الحبّ لو كنت منهم

فما شئت خذ منه بلا ثمن له … فقد أسلف التّجّار فيه وأسلموا

وفي الحديث: «إنّ الجنّة تقول: يا ربّ، ائتني بأهلي وبما وعدتني؛ فقد كثر حريري وإستبرقي وسندسي ولؤلؤي ومرجاني وفضتي وذهبي وأباريقي وخمري وعسلي ولبني، فائتني بأهلي وبما وعدتني» (١).

وفي الحديث أيضا: «من سأل الله الجنة شفعت له الجنّة إلى ربّها وقالت:


(١) أخرجه: الطبري في «تفسيره»، والبزار في «مسنده» وهو حديث منكر، استنكره الذهبي وابن كثير وابن حجر.
وراجع: «ضعيف الترغيب والترهيب»، و «فتح الباري» (١/ ٤٦٢).

<<  <   >  >>