للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البلاء؛ من الدّعاء، والذكر، والصدقة، وتحقيق التوكّل على الله عزّ وجلّ، والإيمان بقضائه وقدره.

وفي «مسند ابن وهب» أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص التقى هو وكعب، فقال عبد الله لكعب: علم النّجوم؟ قال كعب: لا خير فيه، قال عبد الله: لم؟ قال: ترى فيه ما تكره، يريد الطيرة. فقال كعب: فإن مضى، وقال: اللهم لا طير إلاّ طيرك، ولا خير إلاّ خيرك، ولا ربّ غيرك؟ فقال عبد الله:

ولا حول ولا قوّة إلاّ بك. فقال كعب: جاء بها عبد الله، والذي نفسي بيده إنّها لرأس التوكّل وكنز العبد في الجنة، ولا يقولهنّ عبد عند ذلك ثم يمضي إلاّ لم يضرّه شيء. قال عبد الله: أرأيت إن لم يمض وقعد؟ قال: طعم قلبه طعم الإشراك (١).

وفي «مراسيل» أبي داود أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «ليس عبد إلاّ سيدخل قلبه طيرة، فإذا أحسّ بذلك، فليقل: أنا عبد الله، ما شاء الله، لا قوة إلاّ بالله، لا يأتي بالحسنات إلاّ الله، ولا يذهب بالسّيّئات إلاّ الله، أشهد أنّ الله على كلّ شيء قدير. ثم يمضي لوجهه» (٢).

وفي «مسند الإمام أحمد» عن عبد الله بن عمرو مرفوعا: «من رجعته الطيرة من حاجته فقد أشرك. وكفّارة ذلك أن يقول أحدهم: اللهمّ لا طير إلاّ طيرك، ولا خير إلاّ خيرك، ولا إله غيرك» (٣). وخرّج الإمام أحمد، وأبو داود من حديث عروة بن عامر القرشي، قال: ذكرت الطّيرة عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «أحسنها الفأل، ولا تردّ مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهمّ


(١) أورده البيهقي في «الشعب» (٢/ ٦٥) (١١٨٠)، وأبو نعيم في «الحلية» (٦/ ٢١).
(٢) أخرجه: أبو داود في «المراسيل» (٥٣٩).
(٣) أخرجه: أحمد (٢/ ٢٢٠) وصححه الألباني في تعليقه على «إصلاح المساجد» (ص ١١٦).

<<  <   >  >>