للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«إنّ لله في أيام الدّهر نفحات فتعرّضوا لها، فلعلّ أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا» (١). وفي «مسند الإمام أحمد» عن عقبة بن عامر، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «ليس من عمل يوم إلا يختم عليه» (٢).

وروى ابن أبي الدّنيا بإسناده، عن مجاهد، قال: ما من يوم إلا يقول:

ابن ادم، قد دخلت عليك اليوم ولن أرجع إليك بعد اليوم، فانظر ماذا تعمل فيّ، فإذا انقضى طواه، ثم يختم عليه فلا يفكّ حتّى يكون الله هو الذي يفضّ ذلك الخاتم يوم القيامة، ويقول اليوم حين ينقضي: الحمد لله الذي أراحني من الدّنيا وأهلها، ولا ليلة تدخل على النّاس إلا قالت كذلك (٣).

وبإسناده عن مالك بن دينار، قال: كان عيسى عليه السّلام، يقول: إنّ هذا الليل والنّهار خزانتان، فانظروا ما تضعون فيهما. وكان يقول: اعملوا اللّيل لما خلق له، واعملوا النّهار لما خلق له. وعن الحسن، قال: ليس يوم يأتي من أيام الدّنيا إلاّ يتكلّم، يقول: يا أيّها النّاس، إنّي يوم جديد، وإني على ما يعمل فيّ شهيد، وإنّي لو قد غربت الشّمس لم أرجع إليكم إلى يوم القيامة. وعنه أنه كان يقول: يا ابن آدم، اليوم ضيفك، والضيف مرتحل، يحمدك أو يذمّك، وكذلك ليلتك.

وبإسناده عن بكر المزني أنه قال: ما من يوم أخرجه الله إلى أهل الدّنيا إلا ينادي: ابن ادم اغتنمني، لعلّه لا يوم لك بعدي. ولا ليلة إلا تنادي: ابن آدم، اغتنمني، لعلّه لا ليلة لك بعدي. وعن عمر بن ذرّ أنه كان يقول: اعملوا


(١) أخرجه: الطبراني في «الكبير» (١٩/ ٢٣٣ رقم ٥١٩)، وفي «الأوسط» (٦٢٤٣، ٢٨٥٦)، وأشار الهيثمي في «المجمع» (١٠/ ٢٣١) إلى ضعفه.
(٢) أخرجه: أحمد (٤/ ١٤٦)، والطبراني (١٧/ ٧٨٢) والبغوي في «شرح السنة» (١٤٢٨)، والحاكم (٤/ ٢٦٠).
(٣) أورده أبو نعيم في «حلية الأولياء» (٣/ ٢٩٢).

<<  <   >  >>