للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأى جماعة من المتقدمين في منامهم كأنّ ملائكة نزلت إلى بلاد شتّى، فقال بعضهم لبعض: اخسفوا بهذه القرية، فقال بعضهم: كيف نخسف بها وفلان فيها قائم يصلّي؟

ورأى بعض المتقدّمين في منامه من ينشد ويقول:

لولا الّذين لهم ورد يصلّونا … وآخرون لهم سرد يصومونا

لدكدكت أرضكم من تحتكم سحرا … لأنّكم قوم سوء ما تطيعونا

وفي «مسند البزّار» عن أبي هريرة مرفوعا: «مهلا عن الله مهلا، فلولا عباد ركّع، وأطفال رضّع، وبهائم رتّع، لصبّ عليكم العذاب صبّا» (١).

ولبعضهم في هذا المعنى:

لولا عباد للإله ركّع … وصبية من اليتامى رضّع

ومهملات في الفلاة رتّع … صبّ عليكم العذاب الموجع

وقد قيل في تأويل قوله تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة: ٢٥١]: إنه يدخل فيها دفعه عن العصاة بأهل الطّاعة.

وجاء في الآثار: إنّ الله يدفع بالرّجل الصالح عن أهله وولده وذريّته ومن حوله.

وفي بعض الآثار: «يقول الله عزّ وجلّ: أحبّ العباد إليّ المتحابّون بجلالي المشّاءون في الأرض بالنّصيحة، المشّاءون على أقدامهم إلى الجمعات» (٢).


(١) أخرجه: أبو يعلى (٦٤٠٢)، (٦٦٣٣)، والبيهقي (٣/ ٣٤٥)، والخطيب (٦/ ٦٤)، والطبراني في «الأوسط» (٧٠٨٥)، وإسناده ضعيف. وانظر: «مجمع الزوائد» (٢٢٧/ ١٠)، و «الضعيفة» (٤٣٦٢).
(٢) أخرجه: ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٧/ ٧٣) من حديث يزيد بن ميسرة موقوفا عليه أخذه من بعض الكتب، فهو من الإسرائيليات.

<<  <   >  >>