للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رواية: «المعلّقة قلوبهم بالمساجد، والمستغفرون بالأسحار، فإذا أردت إنزال عذاب بأهل الأرض فنظرت إليهم صرفت العذاب عن الناس» (١). وقال مكحول: ما دام في النّاس خمسة عشر يستغفر كلّ منهم الله كلّ يوم خمسا وعشرين مرّة لم يهلكوا بعذاب عامّة.

الآثار في هذا المعنى كثيرة جدّا.

وقد روي في صيام النبيّ صلّى الله عليه وسلّم شعبان معنى آخر، وهو أنّه تنسخ فيه الآجال، فروي بإسناد فيه ضعف عن عائشة، قالت: «كان أكثر صيام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في شعبان، فقلت: يا رسول الله، أرى أكثر صيامك في شعبان. قال: إنّ هذا الشهر يكتب فيه لملك الموت من يقبض، فأنا لا أحبّ أن ينسخ اسمي إلاّ وأنا صائم» (٢). وقد روي مرسلا، وقيل: إنّه أصحّ.

وفي حديث آخر مرسل: «تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتّى إنّ الرّجل لينكح ويولد له ولقد خرج اسمه في الموتى» (٣).

وروي في ذلك معنى آخر، وهو أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يصوم من كلّ شهر ثلاثة أيّام، وربّما أخّر ذلك حتّى يصوم شعبان (٤). رواه ابن أبي ليلى، عن أخيه


(١) أخرجه: عبد الرزاق في «مصنفه» (٤٧٤٠) ومن طريقه البيهقي في «الشعب» (٩٠٥٢) عن معمر عن رجل من قريش مرفوعا به.
وهو كما ترى مرسل، والذي أرسله مبهم. ولعله مأخوذ من الإسرائيليات كسابقه.
(٢) أخرجه: أبو يعلى (٤٩١١)، وذكره الهيثمي (٣/ ١٩٢)، وقال: «في الصحيح طرف منه، رواه أبو يعلى، وفيه مسلم بن خالد الزنجي، وفيه كلام وقد وثق».
(٣) أخرجه: الطبري في «تفسيره» (٢٥/ ١٠٩) وقال الحافظ ابن كثير (٧/ ٢٣٢): «حديث مرسل، ومثله لا يعارض به النصوص».
(٤) أخرجه: الطبراني في «الأوسط» (٢٠٩٨)، ذكره في «المجمع» (٣/ ١٩٢) وقال: «رواه الطبراني في «الأوسط» وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام».

<<  <   >  >>