للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآن رجل من أهل الجنّة» فيطلع رجل واحد، فاستضافه عبد الله بن عمرو، فنام عنده ثلاثا لينظر عمله، فلم ير له في بيته كبير عمل، فأخبره بالحال، فقال له:

هو ما ترى، إلاّ أني أبيت وليس في قلبي شيء على أحد من المسلمين. فقال عبد الله: بهذا بلغ ما بلغ (١). وفي سنن ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو، قال:

«قيل: يا رسول الله، أيّ الناس أفضل؟ قال: كلّ مخموم القلب، صدوق اللّسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التّقيّ النّقيّ الذي لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غلّ، ولا حسد» (٢).

قال بعض السّلف: أفضل الأعمال سلامة الصّدور، وسخاوة النّفوس، والنّصيحة للأمّة؛ وبهذه الخصال بلغ من بلغ، لا بكثرة الاجتهاد في الصّوم والصّلاة.

إخواني، اجتنبوا الذّنوب التي تحرم العبد مغفرة مولاه الغفّار في مواسم الرّحمة والتوبة والاستغفار:

أمّا الشّرك: فإنّه {مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النّارُ وَما لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ} [المائدة: ٧٢].

وأما القتل: فلو اجتمع أهل السّماوات وأهل الأرض على قتل رجل مسلم بغير حقّ لأكبّهم الله جميعا في النار.

وأمّا الزّنا: فحذار حذار من التعرّض لسخط الجبّار.

الخلق كلّهم عبيده وإماؤه، والله تعالى يغار، لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، فمن أجل ذلك حرّم الفواحش وأمر بغضّ الأبصار.


(١) أخرجه: أحمد (٣/ ١٦٦)، وعبد الرزاق (٢٠٥٥٩)، والبزار (١٩٨١ - كشف)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٦٦٠٥)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (٨٦٣)، ورجاله ثقات.
(٢) أخرجه: ابن ماجه (٤٢١٦)، وصحّحه الألبانيّ في «صحيح السنن».

<<  <   >  >>