للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمّا الشّحناء: فيا من أضمر لأخيه السّوء وقصد له الإضرار {وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ} [إبراهيم: ٤٢]، يكفيك حرمان المغفرة في أوقات مغفرة الأوزار.

خاب عبد بارز المو … لى بأسباب المعاصي

ويحه ممّا جناه … لم يخف يوم القصاص

يوم فيه ترعد الأقدا … م من شيب النّواصي

لي ذنوب في ازدياد … وحياة في انتقاص

فمتى أعمل ما أع‍ … لم لي فيه خلاصي

وقد روي عن عكرمة وغيره من المفسّرين في قوله تعالى: {فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدّخان: ٤]. أنّها ليلة النّصف من شعبان. والجمهور على أنّها ليلة القدر، وهو الصحيح.

وقال عطاء بن يسار: إذا كان ليلة النّصف من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة، فيقال: اقبض من في هذه الصحيفة، فإنّ العبد ليغرس الغراس، وينكح الأزواج، ويبني البنيان، وإنّ اسمه قد نسخ في الموتى ما ينتظر به ملك الموت إلاّ أن يؤمر به فيقبضه.

يا مغرورا بطول الأمل، يا مسرورا بسوء العمل، كن من الموت على وجل، فما تدري متى يهجم الأجل.

كلّ امرئ مصبّح في أهله … والموت أدنى من شراك نعله

قال بعض السّلف: كم من مستقبل يوما لا يستكمله، ومن مؤمل غدا لا يدركه، إنّكم لو رأيتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره.

أؤمّل أن أخلّد والمنايا … تدور عليّ من كلّ النّواحي

<<  <   >  >>