للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلقان، فضربه البرد فبكى، فهتف به هاتف: أقمناك وأنمناهم، وتبكى علينا! خرّجه أبو نعيم (١).

والثاني: بما يحصل بإسباغ الوضوء في شدّة البرد من التألّم، وإسباغ الوضوء في شدّة البرد من أفضل الأعمال. وفي «صحيح مسلم» عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدّرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة، فذلكم الرّباط، فذلكم الرّباط» (٢).

وفي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم «أنّه رأى ربّه عزّ وجلّ - يعني في المنام - فقال له: يا محمد، فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: في الدرجات والكفّارات. قال: والكفّارات إسباغ الوضوء في الكريهات، ونقل الأقدام إلى الجمعات - وفي رواية: الجماعات - وانتظار الصّلاة بعد الصلاة، من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمّه. والدّرجات:

إطعام الطعام، وإفشاء السّلام، والصّلاة بالليل والنّاس نيام»، وذكر الحديث.

خرّجه الإمام أحمد والترمذي (٣). وفي بعض الروايات: «إسباغ الوضوء في السّبرات». والسّبرة: شدّة البرد. فإسباغ الوضوء في شدّة البرد من أعلى خصال الإيمان.


(١) أخرجه: أبو نعيم في «الحلية» (٨/ ٣٣٥).
(٢) أخرجه: مسلم (١/ ١٥١) (٢٥١)، والنسائي (١/ ٨٩ - ٩٠)، والترمذي (٥١).
(٣) أخرجه: أحمد (٥/ ٢٤٣)، والترمذي (٣٢٣٥). وذكر عن البخاري أنه قال: «هذا حديث حسن صحيح».
وراجع: «العلل الكبير» للترمذي (٦٦٠ - ٦٦٢)، و «علل الدارقطني» (٦/ ٥٤ - ٧٥).

<<  <   >  >>