للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روى ابن سعد بإسناده: أنّ عمر رضي الله عنه وصّى ابنه عبد الله عند موته، فقال له: يا بني، عليك بخصال الإيمان. قال: وما هي؟ قال: الصّوم في شدّة الحرّ أيام الصيف، وقتل الأعداء بالسّيف، والصّبر على المصيبة، وإسباغ الوضوء في اليوم الشاتي، وتعجيل الصّلاة في يوم الغيم، وترك ردغة الخبال. قال:

فقال: وما ردغة الخبال؟ قال: شرب الخمر.

وروى الأوزاعيّ عن يحيى بن أبي كثير، قال: ستّ من كنّ فيه فقد استكمل الإيمان؛ قتال أعداء الله بالسيف، والصّيام في الصيف، وإسباغ الوضوء في اليوم الشاتي، والتبكير بالصّلاة في اليوم الغيم، وترك الجدال والمراء وأنت تعلم أنّك صادق، والصّبر على المصيبة. وقد روي هذا مرفوعا. خرّجه محمد بن نصر المروزي في «كتاب الصلاة» له بإسناد فيه ضعف، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «ستّ من كنّ فيه بلغ حقيقة الإيمان: ضرب أعداء الله بالسيف، وابتدار الصلاة في اليوم الدّجن، وإسباغ الوضوء عند المكاره، والصّيام في الحرّ، وصبر عند المصائب، وترك المراء وأنت صادق» (١).

وفي كتاب «الزهد» للإمام أحمد، عن عطاء بن يسار قال: قال موسى عليه السّلام: يا رب، من هم أهلك الذين هم أهلك، تظلّهم في ظلّ عرشك؟ قال:

هم البريّة أيديهم، الطاهرة قلوبهم الذين يتحابّون لجلالي، الذين إذا ذكرت ذكروا بي، وإذا ذكروا ذكرت بذكرهم، الذي يسبغون الوضوء في المكاره، وينيبون إلى ذكري كما تنيب النّسور إلى أوكارها، ويكلفون بحبّي كما يكلف الصّبيّ بحبّ الناس، ويغضبون لمحارمي إذا استحلّت كما يغضب النّمر إذا حرب.


(١) أخرجه: ابن نصر في «الصلاة» (٤٤٣).
وراجع: «الضعيفة» (٣٦٩٢).

<<  <   >  >>