للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الويل للفصيل فذكر الأم كما يقال للإنسان: لأمك الويل، وإنّما يراد به هو، وكما قيل هوت أمّه وفي القرآن: فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ

[سورة القارعة، الآية: ٩] .

وإنّما يعم الفصال في هذا الوقت بالفطام، لأنّ الأجواف تبرد فيه، وتكثر الأفياء والظّلال، ويطيب الوقت، فتقوى على الفطام. قال ويقال: امرأة نفساء وشاة ربّي، وفرس عايذ وأتان فريش: وهو أيام نتاجها، قال والعرب تقول: أحسن ما تكون المرأة غبّ نفاسها- وغبّ نباتها- وغبّ السّماء- وغبّ النّوم- وأحسن ما تكون الفرس والناقة غبّ نتاجها.

وحكى ابن الأعرابي قال: قالت هند بنت الحسن بن حابس الإياديّة لأبيها: يا أبت مخضت الفلانية النّاقة لأبيها. قال وما علمك؟ قالت: المصلاراج- والطّرق لاج. وتمشي وتفاج- قال: أمخضت يا بنية فاعقلي، قال فلم تصبح في مبركها. فقال أبوها لها: ما أراك إلا وقد ضيّعت، قالت: أما أنا والله فقد رأيت عقدتي واجتهدت، منتي ونقضت عذرتي.

قال: استوثقت إذا قال، ويقال: قالت شددتها شدّا اهتزّت منه عذرتي، وانقضت منه أزرتي. قال: حرّكت يد ناقتك؟ فقضوها فوجدوها تفحص في مثبرها. راج يرتج: لاج يلج في سرعة الطّرف. تفاج: تباعد ما بين رجليها، مثبرها: منتجها.

وحكى ابن الأعرابي عن بعضهم: أيّهم أحبّ إليك من الإبل: المعشار أم المشكار أم المغبار؟ قال: فالمعشار: التي تغزر أيام تنتج، والمشكار: التي تغزر في أوّل الرّبيع صيفتها ثم ينقطع، والمغبار: الباقية الغبر التي تدوم على محلبها وهي الرّفود المكود، والمجالح التي تقضم عيدان الشّجر اليابس في الشّتاء، فيبقى لبنها لذلك.

وحكي أيضا ناقة مقراع مضباع مسناع مرباع. قال: والمقراع: التي تلقح لأوّل قرعة والمضباع: التي تعجل ضبعتها، والمنساع: السّنية العظمة القدر، والمرباع: التي تلقح في أوّل الربيع وهي خيار الإبل. وأنشد: (طب بإظهار المرابيع الشّور) يصف فحلا بأنّه عالم بأحوال النّوق والشّور: جمع شورة يقال: ناقة شورة: إذا كانت خيارا وناقة شيار: إذا كانت سمينة، وأنشد ابن الأعرابي لغيره شعرا:

قامت تريك لقاحا بعد سابعة ... والعين ساجية والقلب مستور

كأنما بصلاها وهي عاقدة ... كور خمار على غدراء معجور

البكر من الإبل يسمّى بعد أربع عشرة وإحدى وعشرين. والمسنّة: بعد سبعة أيام، والاستماء: أن يأتيها صاحبها فيضرب بيده على صلاها وينقر بها فإن اكتارت بذنبها، وعقدت رأسها، وجمعت بين قطريها رأسها وذنبها، علم أنّها لاقح، وقوله مستور: إذا لقحت ذهب نشاطها.

<<  <   >  >>