للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأم غير المتزوجة والأب غير المتزوج: حين تتم علاقات جنسية غير شرعية خارج نطاق الزواج في إطار ما يسمى الحرية الجنسية قبل الزواج أو تحت ضغط الدافع الجنسي في حالات الطلاق أو الترمل، وهذا أمر مستنكر دينيا واجتماعيا وقانونيا، قد ينتج عنها طفل غير شرعي١، وتصبح المرأة أما غير متزوجة والرجل أبا غير متزوج، لا رابطة شرعية بينهما. والأم غير المتزوجة تحتاج إلى الإرشاد الزواجي حتى منذ إدراكها لحدوث الحمل غير الشرعي، فصديقها يتخلى عنها ويتنكر لها ونادرا ما يتزوجها، وإذا تزوجها فيكون زواجها مؤقتا محكوما عليه بالفشل وأسرتها ترفضها وقد تهددها بالقتل، والمجتمع يستنكر فعلتها، وقد تترك المدرسة أو العمل، وهي تحتاج إلى اتخاذ قرار خطير بالنسبة للطفل غير الشرعي، هل تودعه في ملجأ أن مؤسسة للرعاية، وهل تعطيه لأسرة بديلة تتبناه، أم تحتفظ به كذكرى دائمة لجريمتها، ثم ماذا تفعل في مستقبلها الزواجي، إنها إن تزوجت والد طفلها فستكون حياتهما الزواجية "على كف عفريت"، وإذا عرف أمرها فستظل اللعنة تطاردها طول العمر، وعلى العموم فنحن نجد الكثيرين من الوالدين غير المتزوجين يترددون على العيادات النفسية، والكثيرين من الأطفال غير الشرعيين يملئون المحاكم ومؤسسات الجانحين "انظر ويمبيريز Wimperis؛ ١٩٦٠ وكلارك فينسينت Vincent؛ ١٩٦١، ١٩٦٥".

اتجاهات سالبة وأفكار خاطئة: قد يكون لدى الشباب قبل الزواج اتجاهات سالبة نحوه، فيعتبرون مسئولية شاقة وتقييد حرية وسجنا مؤبدا، وقد يكون هناك أفكار خاطئة أو خالية مبالغ فيها، كأن يعتقد أن الزواج "عسل" وسعادة دائمة دون عمل حساب تقلبات الزمان وطوارئه، لأن دوام الحال من المحال، وقد يكون هناك معتقدات خرافية خاصة بالسعادة الزواجية والتعاسة الزواجية، مثل الأحجبة والأعمال وأثر السحر.

نقص التربية الجنسية: مما يدعو إلى العجب، ما يوجد من خوف وتردد حول نشر الثقافة الأسرية بما في ذلك الثقافة الجنسية منذ سن مبكرة، بما يتناسب مع عمر الفرد في إطار التقاليد والعادات والمعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية والتعاليم الدينية "حامد زهران، ١٩٩٠" إن الثقافة الجنسية لها آثار بناءة في تكوين الفرد وتؤهله لحسن التوافق في المواقف الجنسية ومواجهة مشكلاته الجنسية في الحاضر والمستقبل ومواجهة واقعية تودي إلى الصحة النفسية "عبد العزيز القوصي، ١٩٦٩". وبكل أسف لا تقدم التربية الجنسية من مصادرها الآمن المسئولة في الأسرة


١ تدل الإحصاءات العالمية على أن نسبة الأطفال غير الشرعيين بالنسبة لكل الأطفال الأحياء تصل في بعض الدول إلى أكثر من ٧٠% كما هو الحال في جامايكا وبنما وجواتيمالا.

<<  <   >  >>