والمتغيرات والعوامل الأخرى" Other variables being constant or oter things being equal فمثلا إذا نجح تلميذ بتفوق في الشهادة الابتدائية وكذلك في الشهادة الإعدادية وأيضا في الشهادة الثانوية، ويمكن القول -إن شاء الله وإذا تساوت الظروف والعوامل الأخرى- إن هذا الطالب سيكون متفوقا أيضا في التعليم الجامعي، وهذا المثل يدل على ثبات السلوك الإنساني نسبيا وعلى إمكان التنبؤ به إذا تساوت الظروف والمتغيرات والعوامل الأخرى.
والمرشد النفسي أخصائي تغيير وتعديل سلوك، ومن ثم يكون فهم السلوك ودراسة طرق تعديله وتغييره أمرا هاما في عملية الإرشاد، وفي ميدان التوجيه والإرشاد النفسي، لكي يمكن التنبؤ بالسلوك، يجب دراسة عينات ممثلة من سلوك الفرد في مواقف متنوعة في الحياة اليومية ودراسة تاريخ الفرد واستنتاج أسلوب حياته ويجب الإحاطة باتجاهات ومعايير النمو في الشخصية العادية ومعرفة العلاقات الاجتماعية وغير ذلك مما يمدنا به علم نفس النمو وعلم النفس الاجتماعي وغيرهما من ميادين علم النفس والإحصاء "دانيل فولمر وهارولد بيرنارد Fullmer & Bernard؛ ١٩٧٢".
مرونة السلوك الإنساني:
السلوك الإنساني رغم ثباته النسبي، فإنه مرن وقابل للتعديل والتغيير. والثبات النسبي للسلوك الإنساني لا يعني جموده.
وقد يظن بعض الناس أن تعديل السلوك أمر صعب بسبب ثباته النسبي، ولكن انظر إلى مدرب الوحوش في السيرك، إنه يغير سلوكها ويعدله، ويحول السلوك الوحشي إلى سلوك أليف، ويحول الحيوان المفترس إلى حيوان أنيس، يكون هذا عن طريق التعليم والتدريب والترويض المتخصص. ويحكى لنا تاريخ علم النفس حكاية الطفل المتوحش، الذي عثر عليه في غابة أفيرون بفرنسا سنة ١٧٩٨ وكان يعيش حتى بلغ الثانية عشرة مع الحيوانات محروما من المثيرات الاجتماعية الإنسانية. وقد وضع إيتارد Itard برنامجا يهدف إلى تنمية الناحية الاجتماعية عند هذا الطفل وتدريبه عقليا، وترويضه سلوكيا بصفة عامة، ونجح إيتارد في تعليم الطفل المتوحش الكلام وقراءة بعض الكلمات وضبط بعض الدافع، إلا أنه فشل في تدريبه على ضبط النفس والتوافق الاجتماعي الانفعالي، فقد كان الطفل ضعيف العقل، ويحكي لنا تاريخ علم النفس أيضا حكاية الطفلتين الذئبتين اللتين عثر عليها في أحد كهوف الهند سنة ١٩١٢، وكانتا تعيشان مع الذئاب عاريتان تمشيان على أربع، وتأكلان اللحم النيئ وتعلقان الطعام بالفم، ولغتهما همهمات وأصوات غريبة، وتظهران العداوة للآدميين، ونقلت الفتاتان إلى