نقل الإصطخرى لكتاب البلخى وصوره عند «دى غويه» دون أى دليل، وقد تولى أهل الاختصاص الرد على هذه الشبه «١» ، ولكن يكفى ما جاء عند ابن حوقل حين قابل الإصطخرى الذي عرض عليه بعض خرائطه وكتابه، وكيف أن ابن حوقل كان منصفا فى تحديد الصواب والخطأ أو الجودة والرداءة فى خرائط الإصطخرى فقال:«ولقيت أبا إسحاق الفارسى وقد صور أرض السند فخلطها، وصورة فارس فجودها، وكنت قد صورت أذربيجان التى فى هذه الصفحة فاستحسنها، والجزيرة فاستجادها وأخرج التى لمصر فاسدة، وللمغرب أكثر خطأ» . وهكذا نجد أن قيمة المرء ما يحسنه، وأن الميزة لا تقتضى الأفضلية حتى أن ابن حوقل يقول:«لقد ظللت لا يفارقنى كتب ابن خردازبه والجيهانى وقدامة بن جعفر، حتى إذا لقيت الإصطخرى أخذت كتابه واستغنيت به عن غيره من الكتب» .
هذا وقد تولى محقق كتاب الإصطخرى الرد على ما جاء فى دائرة المعارف الإسلامية من نسبة كتاب الإصطخرى إلى البلخى فى مقدمة التحقيق «٢» ، وكذلك يشير كراتشكوفسكى- (المستشرق الروسى) الذي ألف تاريخ الأدب الجغرافى العربى «٣» - إلى أنه ثبت بعد الفحص