والمنصورة مدينة مقدارها فى الطول والعرض نحو ميل فى ميل، ويحيط بها خليج من نهر مهران وهى فى شبيه «١» بالجزيرة، وأهلها مسلمون وملكهم من قريش «٢» ، يقال إنه من ولد هبّار بن الأسود، قد «٣» تغلب عليها هو وأجداده، إلا أن الخطبة بها للخليفة، وهى مدينة حارة بها نخيل، وليس لهم عنب ولا تفاح ولا كمثرى ولا جوز، ولهم قصب سكر، وبأرضهم «٤» ثمرة على قدر التفاح تسمى الليمونة، حامضة شديدة الحموضة «٥» ، ولهم فاكهة تشبه الخوخ يسمونها الأنبج «٦» ، تقارب طعم الخوخ، وأسعارهم رخيصة، وفيها خصب، ونقودهم القاهريات- كل درهم نحو خمسة دراهم «٧» ، ولهم درهم يقال له الطاطرىّ، فى الدراهم وزن درهم وثلثين «٨» ، ويتعاملون بالدنانير أيضا، وزيهم زى أهل العراق، إلا أن زى ملوكهم «٩» يقارب زى ملوك الهند فى الشعور والقراطق «١٠» . وأما الملتان «١١» فهى مدينة نحو نصف «١٢» المنصورة، وتسمى فرج بيت الذهب، وبها صنم تعظّمه الهند وتحجّ إليه من أقاصى بلدانها، وتتقرب إلى هذا الصنم فى كل سنة بمال عظيم، لينفق على بيت الصنم والعاكفين «١٣» عليه منهم، وسميت الملتان بهذا الصنم، وبيت هذا الصنم قصر مبنى فى أعمر موضع، بسوق الملتان بين سوق العاجيين وصفّ الصفّارين، وفى وسط هذا القصر قبة والصنم فيها، وحوالى القبّة بيوت يسكنها خدم هذا الصنم ومن يعكف عليه، وليس بالملتان من الهند والسند الذين يعبدون الأوثان «١٤» غير هؤلاء «١٥» ، الذين هم فى هذا القصر مع الصنم، وهذا الصنم صورة على خلقة الإنسان، متربع على كرسىّ من جصّ وآجر، والصنم قد ألبس جميع جسده جلدا يشبه السختيان أحمر، حتى «١٦» لا يبين من جثّته شىء إلا عيناه، فمنهم من يزعم أن بدنه خشب، ومنهم من يزعم أنه من غير الخشب، إلا أنه لا يترك بدنه ينكشف، وعيناه جوهرتان، وعلى رأسه إكليل ذهب مرتفع «١٧» على ذلك الكرسىّ، قد مدّ ذراعيه على ركبتيه، وقد فرّق أصابع ١»