ما يحمل إلى هذا الصنم من المال فإنما يأخذه أمير الملتان، وينفق على السدنة منه، فإذا قصدهم الهند للحرب وانتزاع هذا الصنم منهم أخرجوا الصنم، فأظهروا كسره واحراقه فيرجعون، ولولا ذلك لخرّبوا الملتان، وعلى الملتان حصون ولها منعة «١» ، وهى خصبة إلا أن المنصورة أخصب وأعمر منها، والملتان إنما سمى فرج بيت الذهب لأنها لما فتحت فى أول الإسلام كان فى المسلمين ضيق وقحط، فوجدوا فيها ذهبا كثيرا فاتسعوا به، وخارج الملتان على مقدار نصف فرسخ أبنية كثيرة تسمى جندراور، وهى معسكر للأمير، لا يدخل الأمير منها إلى الملتان إلا فى الجمعة، فيركب الفيل ويدخل إلى صلاة الجمعة، وأميرهم قرشىّ من ولد سامة بن لؤى، قد تغلب عليها ولا يطيع صاحب المنصورة، إلا أنه يخطب للخليفة. وأما بسمد فهى مدينة صغيرة، وهى والملتان وجندراور «٢» عن شرقىّ نهر مهران «٣» ، وبين كل واحدة منها وبين النهر نحو فرسخ، وماؤهم من الآبار، وبسمند خصبة، ومدينة الرور تقارب الملتان فى الكبر، عليها سوران، وهى على شط نهر مهران، وهى من حدّ المنصورة.
والدّيبل هى غربىّ «٤» مهران على البحر، وهى متجر كبير وفرضة لهذه البلاد وغيرها، وزروعهم مباخس، وليس لهم كثير شجر ولا نخيل، وهو بلد قشف وإنما مقامهم للتجارة.
والبيرون مدينة بين الديبل والمنصورة على نحو من نصف الطريق، وهى إلى المنصورة أقرب؛ ومنحاترى على غربىّ مهران، وبها يعبر «٥» من جاء من الديبل إلى المنصورة، وهى بحذائها؛ والمسواهى والبهرج وسدوسان هذه كلها غربىّ مهران؛ وأما أنّرى وقالّرى فهما شرقىّ مهران على طريق المنصورة إلى الملتان، وهما بعيدتان عن شط مهران؛ وأما بلّرى فهى على شط مهران عن غربيّه، بقرب الخليج الذي ينفتح «٦» من مهران على ظهر المنصورة؛ وأما بانية فهى مدينة صغيرة ومنها عمر بن عبد العزيز الهبّارى القرشىّ، جد هؤلاء المتغابين على المنصورة؛ وقامهل مدينة من أول حدّ الهند إلى صيمور، فمن صيمور، فمن صيمور إلى قامهل من بلد الهند؛ ومن قامهل إلى مكران والبدهة وما والى «٧» ذلك إلى حدّ الملتان- هى كلها من بلد السند، والكفار فى حدود بلد السند إنما هم البدهة وقوم يعرفون بالميد.
وأما البدهة فهى مفترشة ما بين حدود طوران ومكران والملتان ومدن المنصورة، وهم فى غربىّ مهران،