للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على حافتى البحر سدّان، حتى ضاق مدخل السفن، وجعل المدخل ملتويا، وعلى هذا الفم سلسلة ممدودة لا يخرج المركب ولا يدخل إلا بأمر، وهذان السدّان من صخر ورصاص، وباب الأبواب «١» على بحر طبرستان، هى مدينة تكون أكبر من أردبيل، ولهم زروع كثيرة وثمار قليلة، إلا ما يحمل إليهم من النواحى، وهى مدينة عليها سور من حجارة وآجر وطين، وهى فرضة بحر الخزر «٢» من السرير وسائر بلدان الكفر، وهى أيضا فرضة جرجان وطبرستان والديلم، ويرتفع منها ثياب كتان، وليس بالران وأرمينية وأذربيجان ثياب كتان إلا هناك، وبها زعفران، ويقع إليها رقيق من سائر دور الكفر؛ وتفليس مدينة دون باب الأبواب فى الكبر، وعليها سوران من طين، ولها ثلاثة أبواب، وهى خصبة جدا كثيرة الفواكه والزروع، وهى ثغر وبها حمامات مثل حمامات طبريّة، ماؤها سخن من غير نار، وليس بالران مدينة أكبر من برذعة والباب وتفليس؛ فأما بيلقان وورثان وبرديج وبرزنج والشّماخية وشروان والأبخاز «٣» والشابران وقبله وشكّى وجنزه وشمكور وخنان فإنها صغار متقاربة فى الكبر، خصبة واسعة المرافق «٤» . وأمّا دبيل فإنها مدينة أكبر من أردبيل «٥» ، وهى قصبة أرمينية، وبها دار الإمارة «٦» ، كما أن دار الإمارة بالرّان برذعة، ودار الإمارة بأذربيجان أردبيل، وعليها سور «٧» ، والنصارى بها كثير، والمسجد الجامع جنب البيعة، ويرتفع منها ثياب الصوف من بسط ووسائد ومقاعد وتكك «٨» وغير ذلك من أصناف الأرمينى، ولهم صبغ يسمى القرمز، به يصبغ الصوف «٩» ، وبلغنى أنه دودة تنسج على نفسها مثل دودة الفز «١٠» ، وبلغنى أنه يرتفع منها أيضا «١١» بزيون «١٢» كثير، وهى قصبة أرمينية