للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والچراغ «١» سنك والنفط والقير ولزفت والفيروزج والنوشاذر الذي بفرغانة، والجبل الذي ذكرته بفرغانة أنّه تحترق حجارته مثل الفحم، والثمار المباحة التى وصفتها بفرغانة، كل ذلك فى هذا الجبل فى سنامه أو سفحه أو ما يتصل به، وفى هذا الجبل بناحية البتّم وجبال السّاودار بسمرقند مياه حر وبرد، غير أن فيها عيونا تجمد فى الصيف إذا اشتد الحرّ حتى تصير كالأعمدة وتنقطع، ويكون ماؤها فى الشتاء حارا، وتأوى إليها السوائم لدفء موضعها فى الشتاء.

ولبخارى مدن داخل «٢» حائطها «٣» وخارجا عنه «٤» ، فأما داخل حائطها فالطواويس، وهى أكبر «٥» منبر بعد القصبة، وتومجكث «٥» وزندنه ومغكان وخجادة، وخارج الحائط بيكند «٦» وفربر وكرمينيه «٦» وخديمنكن وخرغانكث ومذيا مجكث. فأما الطواويس فإنها مدينة لها سوق، ومجمع عظيم ينتابه الناس من أقطار ما وراء النهر فى «٧» وقت معلوم «٧» من السنة، ويرتفع منها من الثياب القطن ما ينقل إلي سائر المواضع، وهى مدينة «٨» كثيرة البساتين «٨» والماء الجارى خصبة، ولها قهندز «٩» ومدينة ومسجد جامعها فى المدينة؛ وأما المدن التى داخل الحائط فهى متقاربة فى الكبر والعمارة، ولكل منها حصن «١٠» ؛ وأما كرمينية فهى أكبر من الطواويس وأعمر وأكثر عددا وأخصب؛ وخديمنكن من كرمينية، وبحذائها خرغانكث ومذيامجكث، وهى متقاربة فى الكبر والعمارة، ولكرمينية قرى كثيرة، وكذلك لكل منبر قرى ومزارع، إلا بيكند فإنها وحدها، غير أن بها من الرباطات ما لا أعلم فى بلدان «١١» ما وراء النهر أكثر عددا منها، وبلغنى أن عددها نحو من ألف رباط؛ ولها سور حصين ومسجد جامع تؤنق فى بنائه وزخرف محرابه، فليس بما وراء النهر محراب أحسن زخرفا منه؛ وفربر مدينة قريبة من جيحون، ولها قرى وهى عامرة خصبة.

وأما لسان بخارى فإنه لسان السغد إلا أنه يحرّف بعضه، ولهم لسان الدريّة، وأهلها يرجعون من الأدب إلي ما يفضلون به ما وراء النهر. ونقودهم الدرهم ولا يتعاملون بالدينار فيما بينهم وهى كالعرض، إلا أن لهم درهما يسمونه الغطريفىّ، وهى دراهم من حديد وصفر وآنك وغير ذلك من جواهر مختلفة قد ركّبت، فلا يجوز هذا