إلى أن ينتهى إلى تارم، ثم يمتد إلى الروذان حتى ينتهى إلى برية خراسان، مثل ما من البحر على خط شيراز إلى أن ينتهى ألى مفازة خراسان وهو ١٢٠ فرسخا؛ والحد الذي يلى خوزستان ومهروبان حتى ينتهى إلى أرّجان وبلاد سابور والسّردن إلى أول حدّ اصبهان نحو ٦٠ فرسخا.
ذكر الماء والهواء والتربة بفارس.
أرض فارس مقسومة على خط من لدن أرّجان إلى النوبنجان إلى كازرون إلى خرّه، تمر على حدود السيف إلى كارزين «١» ، حتى تمتد إلى الزموم ودارابجرد إلى فرج وتارم، فما كان من ناحية الجنوب فجروم، وما كان يلى الشمال فصرود، ويقع فى جرومها أرّجان والنوبنجان ومهروبان وشينيز وجنّابة وتوّج ودشت الدستقان وخرّه وداذين ومورق «٢» وكازرون «٣» ودشت بارين وجيبرين ودشت البوسقان وزم اللّوالجان وكيرزين وأبرز «٤» وسميران وخمايجان والخربق وكران وسيراف «٥» ونجيرم وحصن ابن عمارة وما فى أضعاف ذلك.
ويقع فى الصرود اصطخر والبيضاء ومائين وايرج وكام فيروز وكرد وكلّار وسروستان والاوسبنجان والارد والرون وصرام وبازرنج والسردن وخرّمة والحيرة والنّيريز والماسكانات والإيج والاصطهبانان «٦» وبرم ورهنان وبوّان وطرخنيشان والجوبرقان واقليد والسّرمق وأبرقوه ويزد وجارين ونائين وما أضعاف ذلك. وعلى الحد مدن فيها ما فى الصرود والجروم من النخيل والجوز، مثل فسا وجور وشيراز وسابور والنوبنجان وكازرون.
فأما الصرود فإن فيها أما كن يبلغ من شدة البرد فيها ألا ينبت عندهم شىء من الفواكه سوى الزرع، كالأرد والرون وكرد والرساتيق الاصطخرية والرهنان؛ وأما الجروم فإن بها ما يبلغ من شدة الحر فى الصيف الصائف ألا يثبت «٧» عندهم شىء من الطيور من شدة الحر، مثل الاغرستان وهى رستاق، ولقد خبرنى بعض الناس أنه كان فى بيت يشرف على واد فيه حجارة، فرأى نصف النهار تتفلّق فيه الحجارة كما تتفلّق فى النار؛ والصرود كلها صحيحة الهواء، والجروم الغالب عليها فساد الهواء وتغيير الألوان، وليس فيها أكثر وباء من مدينة دارابجرد ثم توّج، وأصح الهواء فى الجروم أرّجان وسيراف وجنّابة وشينيز، وأعدل هذه المدن ما كان فى هذين الحدّين مثل شيراز وفسا وكازرون وجور وغير ذلك، وليس بجميع فارس هواء أصح من هواء كازرون، ولا أصلح أبدانا وبشرة من أهلها. وأما المياه فإن أصح المياه بها ماء نهر كرّ، وأردأ المياه ماء دارابجرد.