ذكر الفيوم: وهو قطر كبير فيه قرى كثيرة، يقال إن فيه من القرى عدة ما فى قطر مصر كله من القرى، فإن يوسف عم حين صنعه أنزل فى كل قرية أهل بيت من قرى مصر؛ وسير لكل قرية من الماء بقدر ما يروى أرضها من غير زيادة ولا نقصان. ويقال أيضا إن بالفيوم ٣٦٠ قرية على عدد أيام السنة لا تقصر عن الرى أبدا لحكمة شربها، فإذا نقص النيل فى سنة من السنين وغلا السعر بمصر مارت كل قرية منها مصر يوما. وحجر اللاهون بالفيوم من عجائب الدنيا واللاهون قرية كبيرة من قرى الفيوم. وهذا الحجر شاذروان مبنى بأحكم صنعة، مدرج على ٦٠ درجة فيها فوارات»
فى أعلاها وفى وسطها وفى أسفلها. فتسقى «ب» العليا الأرض العليا، والوسطى الأرض الوسطى، والسفلى الأرض السفلى بوزن وقدر لا ينقص لأحد من دون حقه ولا يزاد له فوق حقه. وهو من أحكم البنيان وأتقنه؛ قيل من ذلك الوقت عرفت الهندسة؛ وذكر كثير من الناس أن يوسف عم عمله بالوحى. ولم تزل الملوك من الأمم تقصد هذا الموضع ويتأملون حسن صنعته ويتعجبون من غرائب حكمته، ويقال إن الملك المعاصر ليوسف عم لما تأمله قال هذا من ملكوت السماء، وهو من البناء الذي يبقى على غابر الأزمان؛ ويقال إنه عمل من ٣ أشياء: من الفضة والنحاس والزجاج؛ وفى الضفة الغربية منه مسجد يوسف عليه السلام. والفيوم يشرب من ١٢ ذراعا، وليس بأرض مصر موضع يشرب من ١٢ ذراعا غير الفيوم لحكمة بنيان حجر اللاهون، وإنما رى أرض مصر من ١٦ ذراعا، فإذا زاد النيل على ١٢ قطع الماء عن الفيوم. فإذا كان يوم زيادته «ج» سد حجر اللاهون، وحضر ذلك شهود أهل تلك الجهة والمهندسون وأمروهم بالطبول والبنود «د» فلم يكن لمن يدعى نقصان الماء عذر، وخرجت الإرسال عند ذلك بالبشائر إلى مصر، وهو عندهم يوم سرور ونزهة. وأهل الفيوم يزدرعون والماء باق على جميع أرض مصر ولم يتم جريه، فإذا كان حصاد أهل مصر كان