ذلك أول السقية الثانية لأهل الفيوم فإنهم يزدرعون فى العام مرتين، ويزدرعون السقية الثانية القمح والشعير والأرز فضلا عن القطانى. والفيوم أخصب بلاد الله تعالى وأكثرها فاكهة، لا يعدم بها التمر والرطب شتاء ولا صيفا، ولذلك غلتها أكثر جبايات بلاد مصر.
قال عبد الملك بن حبيب إنما سميت الفيوم لأن أخراجها ألف دينار كل يوم.
والفيوم «ا» فى وسط بلاد مصر فلا يؤتى إلى كورة «ا» الفيوم من ناحية من النواحى إلا من صحراء أو مفازة، ذكر ابن عفر وغيره أن عمرو بن العاص لما فتح بلاد مصر أقام سنة لا يعلم أين موضع الفيوم ولا حيث مكانه حتى بعث عمرو قيس بن الحارث إلى ناحية الصعيد يبحث عن الفيوم، فسار حتى أتى القيس وبه سميت. فأبطأ على عمرو خبره فقال من يأتنا بخبر قيس، فقال ربيعة بن حبيب أنا آتيك به، فركب فرسا له أنثى فجاز بها النيل من الجهة الشرقية وكان معه عمرو بن ربيعة بن حبيب بن الصدفى وأصحابهم، فمشوا فلما سلكوا فى المجابة لم يروا شيئا وهموا بالانصراف، ثم ساروا قليلا فطلع له سواد الفيوم فطلبوا قيسا فوجدوه فى القيسيين فأتوا عمرو بخبر الفيوم «١» .
مدينة الإسكندرية:«٢» ذكر أن اسمها بردة ولها ١٥ كورة، قالوا كانت الإسكندرية ٣ مدن كبار بعضها بجنب بعض: منها شنة وهى موضع المنار وما إلى ذلك؛ والإسكندرية اسم قصبة السلطان وموضعه وهى باقية إلى اليوم؛ والمدينة