الثالثة نقيطة. وكان على كل واحدة منها سور، وقيل إنه كان على الإسكندرية ٣ مدن كبار و ٧ أسوار ب ٧ خنادق. وكان أصل بنائها أن الإسكندر استقام له ملكه «ا» فى بلاده، وكانت بلاده رومة وما إلى ذلك من بلاد الروم، وكان فيما يقال روميا، فيقال إنه خرج يختار أرضا صحيحة الهواء والتربة والماء يبنى بها مدينة يسكنها، فأتى موضع الإسكندرية فأصاب به أثر بنيان وعمد رخام منها عمود عظيم مكتوب عليه بالقلم المسند «ب» ، وهو القلم الأول من أقلام حمير وملوك عاد:«أنا شداد بن عاد، سددت بساعدى الوادى وقطعت عظيم العماد من شوامخ الجبال والأوطاد، وبنيت إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد.
أردت أن أبنى هنا مدينة كارم وأنقل إليها كل ذى قدم من القبائل والأمم، فأصابنى ما أعجلنى وعما ذهبت إليه قطعنى، فارتحلت عن هذه الدار، لا لقهر ملك جبار ولا بخوف جيش جرار، ولكن لتمام المقدار، وانقطاع الآثار، وسلطان العزيز الجبار. فمن رأى أثرى وعرف خبرى وطول عمرى فلا يغتر بالدنيا بعدى» . قيل فلما رأى الإسكندر طيب أرض ذلك المكان وصحة هوائه وما به عزم على بنيان مدينة بذلك الموضع، فبعث إلى البلاد فحشد الصناع واختط الأساس، واستجلب العمد والرخام وأنواع المرمر الملون والأحجار فى البحر من جزيرة صقلية وبلاد إفريقية وأقريطش.
فلما اختط أساس المدينة كلها وحفره أراد أن يكون إنزال البناء فى وقت سعادة وبقاء على الدهور، فوضع على حفير الأساس عمود رخام وعلى كل