للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ساحل طنجة من أرض المغرب. وكانت قنطرة عظيمة لا يعلم فى معمور الأرض مثلها، مبنية بالحجارة، تمر عليها الإبل والدواب من ساحل المغرب إلى الأندلس، وكان طولها ١٢ ميلا فى عرض واسع وسمو كبير؛ وربما بدت هذه القنطرة لأهل السفن تحت الماء فعرفوها.

وسئل عن ممالك الحبشة والأحابيش التى على النيل، فقال ألفيت منهم ٦٠ ملكا كل ملك منهم ينازع من يليه. قال وبسبب استحكام النارية فى بلادهم، تكون عندهم معادن الذهب كثيرة، فإن حرارة الشمس ويبسها يغير الفضة ذهبا، فإذا طبخ ذلك الذهب بالملح والزاج والطوب، خرج ما فيه من الفضة.

وسئل عن منتهى النيل فى أعلاه، فقال أصله من البحيرة التى لا يدرك طولها ولا عرضها، وهى تحت خط الاستواء تحت قنطرة الفلك المستقيم؛ وهو الموضع الذي فيه الليل والنهار متساويان الدهر كله.

وسئل عن الأهرام، فقال إنها قبور الملوك؛ وكان الملك إذا مات وضع فى حوض من رخام ثم أطبق عليه وبنى له هرم على قدر همة وليه «ا» ، ثم يوضع الحوض فى وسط الهرم ويصنع باب الهرم تحت الحوض، ثم يحفر له طريق فى الأرض ويعقدونه آزاجا. فقيل له فكيف هذه الأهرام المملسة وكيف كانوا يصعدون «ب» لبنائها؛ فقال كانوا يبنون الهرم مدرجا ويصعدون لبنائه فإذا فرغوا من عمله نحتوه. قيل له وكيف كانوا يصنعون «ب» بهذه الحجارة العظيمة التى لا يقدر ١٠٠ رجل منا أن يزحزحوا منها حجرا واحدا؛ قال كانت لهم فراقل قد دبروها بأخلاط من المعادن وأنواع من الحكم، فكانوا يضربون بها الحجر الكبير فينقسم لهم على القدر الذي يريدون ويتأتى لهم النحت، ومع هذا فإنه كان لهم صبر وجلد على أعمالهم ليس لمن بعدهم. قال الوصيفى «١» ، قال رجل قبطى، وقد أجرينا من هذا الذي ذكرنا «ج» ، إنهم أصابوا فى بعض الكنائس فى طاق سفطا فى «د» سلة ففتحوها فوجدوا فيها فرقلة فعجبوا منها ولم يدركوا لها معنى، فطرحوها فى النار فكانت تثب من النار حتى تبلغ سقف الكنيسة فكسروها «ر» ، ثم ندموا على فسادها.