للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأي القرآن في كتابي: المذهب المحمدي"، و"الشعر الجاهلي".

أما القرآن الكريم نفسه فنقرأ فيه قوله تعالى:

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} ١.

والقرآن في ذلك يفيد ثلاثة أمور:

- أن الله أرسل رسولا أميا يتلو آيات الله.

- وأنه أرسله بالتزكية، والتعليم، والحكمة، لقوم أميين، وكانوا من قبل نزول القرآن في ضلال مبين.

- وأن رسالة هذا الرسول الأمي ليست مقصورة على هؤلاء القوم الضالين، بل تتجاوزهم إلى آخرين بعدهم، لما يلحقوا بهم.

وهذا الذي تفيده الآية الكريمة على هذا النحو يدل على:

- أن العرب خاصة كانوا في مسيس الحاجة إلى الرسالة الإلهية، لما كانوا عليه من ضلال مبين.

- وأنهم لم يكونوا أصحاب حضارة ومعرفة بالصورة التي يصورهم بها الكتابان السابقان.

- وأن رسالة الرسول -صلى الله عليه وسلم- رسالة محلية، ولا مقيدة بمكان، أو زمان، أو جيل {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} ٢.

والقرآن أيضا يقول:

{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} ٣.


١ الجمعة: ٢-٤.
٢ الجمعة: ٣.
٢ النمل: ٦.

<<  <   >  >>