ومن مثل هذه العبارات يدرك القارئ الهدف من هذه النشرات، وهو بيان أن كل عيب يرجع إلى الاقتصاد، وكل حسن يعود أيضا إلى الاقتصاد، وكل شيء من شقاء أو سعادة هو في الاقتصاد! والحل لرفع العيب والشقاء هو: تمليك الدولة، هو صنع الدولة أولا، تكن السعاد، ويكن الإصلاح ... هو الشيوعية. ٢ لا يفرق المؤلف بين الدين والفقه.. فالإسلام كدين: أصول عامة تضمنها القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهما خالدان ثابتان لا تغيير فيهما، والفقه، فهم المسلمين في هذه الأصول العامة، وهو متغير حسب الأجيال وعوامل الحياة، كما لا يفرق بين "النسخ" كظاهرة خاصة بتأييد الرسالات السماوية، وبين "التغير" كمبدأ ضروري للحياة الذي تستند إليه الماركسية، كظاهرة لمبدأ "النقيض"، فنسخ الآيات ليس معناه إبطال ما بالأمس من حكم بحكم جد اليوم، أو بحكم يجد غدا، فما وقع ذلك بحال على عهد نزول القرآن في فترة التشريع بالمدينة، وإنما معناه تغيير آيات الله كمعجزات، تلك الآيات التي تصاحب رسالة الرسل لتأييدها، ونسخ الآيات بهذا العنى موقوت، وقاصر على عهد الرسول، وهو إذن ليس ضرورة عامة تخضع لها الحياة في كل شيء فيها، وفي كل زمان. ٣ يشير المؤلف بهذا القانون إلى المبدأ الضروري في الوجود عند الماركسية، وهو مبدأ "النقيض"، فهذا المبدأ -كما سبق- يقضي أولًا: بضرورة الانتقال والتغير، وثانيا: بأن الحال الجديدة أفضل من الحال التي كانت للشيء. ٤ المصدر السابق: ص٥٧. وقد فسر المؤلف الآية القرآنية على الفهم الماركسي قسرا على نحو ما تفسر الصوفية آية: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} على "الاتحاد" و"الفناء" في الله! فقول القرآن في هذه الآية الكريمة: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} لا تحتم أن تكون الآية الأخرى التي هي بديل الأولى، أفضل وأصلح على الإطلاق، وبذلك لا تنسجم مع المبدأ الماركسي، على فرض أنه يقصد منها ما عناه المؤلف المفسر.