للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكتاب١، ليحاول محاولة صادقة أن يجيب على هذا السؤال، وهو يرسم الخطوط الرئيسية لتحول اجتماعي وديع، يفضي بنا إلى قومية شاملة لا تنافر فيها، وإلى اشتراكية عادلة لا استغلال ولا ظلم فيها ... وإلى وعي ناضح سليم، لا سلطان للرجعية ولا للكهانة عليه، وإلى سلام غامر يبدل حقد المجتمع حبا وتربصه ولاء وأمنا، وقلقه استقرارا وسكينة"٢.

ومثل: "الإصلاح الحقيقي يجب أن يبدأ في جيب الدولة، وحافظة نقودها وتوزيع ثرواتها، وتنمية مواردها ... إذ أردت أن تصنع الناس فاصنع المجتمع أولا، اصنع الدولة"٣.

أ- ثبات القيم المعنوية:

ومن البديهي أن نرى الآن جهاز الدعاية الشيوعية في نشراتها في الأدب العربي، يحاول في عنف أن يحدث اهتزازا واضطرابا في القيم الروحية، والخلقية، والعقلية، في المجتمع الشرقي الإسلامي بدعوى خضوعها لمبدأ التغير، كما تخضع الأشياء له، وهنا نلمس الفكرة الماركسية في ثوب الدعاية الشيوعية، كما نلمس هنا أيضا الفكرة الأخرى من فكرها, وهي فكرة ربط كل الأمور والقيم المعنوية بالحياة المادية، وتبعيتها للجانب الاقتصادي منها على وجه أخص.

- فعن الدين والقيم الدينية نقرأ: "فإن هذه الفكرة البلهاء التي تزعم أن "الروحانية"، هي علاج الشرق الوقائي، وأن "المادية" ستفسدنا كما أفسدت الغرب، وأن الروحانية شيء مستقل بذاته، وليست أثرا من آثار المادية المنظمة، المفعمة بالرغد والرفاهية ... إلخ٤"، و"إن الكلمة الأخيرة التي سنقولها للشعب دائما، وهي: أن طاقته الروحية وليد


١ "من هنا نبدأ".
٢ المصدر السابق: ص١٩.
٣ المصدر السابق: ص٣٠.
٤ المصدر السابق: ص٢٤٢.

<<  <   >  >>