للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثاني١ تحدث عن "الله" وعن "مكة" وعن "الصوفية"، ونحو ذلك من مصطلحات الثقافة الإسلامية.

والثالث:٢ تضمن الحديث عن بعض "المجاورين في الأزهر"، وجعل حوار القصة يدور في القاهرة "في عهد المماليك" على لسان ابن خلدون! ومؤلف هذا الكتيب أمهر من المؤلفين الآخرين؛ لأنه سار بالعناصر الماركسية -وبالأخص تبعية القيمة المعنوية: الروحية والأخلاقية، والعقلية للمادة- في جو الثقافة الإسلامية، وإن كان في تعثر واضح.

ولكن الشيء الذي يجعل هذه النشرات ترديدًا للدعاية الشيوعية في البيئة الأوروبية التي نشأت فيها الماركسية، ليس فقط ما يرى من وحدة "العناصر" فيها وفيما يوجد هناك، ولكن نفس المحاولة التي قامت عليها هذه الكتيبات لاصطناع جو شرقي إسلامي لهذه العناصر هنا تقدم لقارئ الفكر الماركسي في يسر الدليل على هذا "الترديد"!! فالحديث مثلا عن "الكهنة" و"السلطة الدينية" في أحدها٣، وعن "النظام الصراعي بين رأس المال والعمل" في ثانيهما٤، وعن "التفسير المادي الاقتصادي للتاريخ" في ثالثهما٥.. مع أنه لا موضوع لكل ذلك في المجتمع الإسلامي، يكشف عن استيراد هذه العناصر الماركسية من بيئة غريبة عن البيئة الإسلامية: إذ متى كانت هنا "كهنة وكهان"، وكانت "سلطة دينية"؟ ومتى وجد "الصراع" في الشرق بين رأس المال والعمل، مع أنه لم تقم بعد صناعات يتحدث عن رأس مالها وعمالها، ومتى كان ابن خلدون منكرا لثبات القيم الإسلامية في الأخلاق، والمثالية، وفي الله، والروح، ومفسرا إياها من المعدة، والطعام، والاقتصاد؟!

عناصر الدعاية الشيوعية في التجديد في الفكر الإسلامي:

سوف نجد في أية نشرة، في أي كتيب، باللغة العربية عن الدعاية الشيوعية ما يوضح الهدف منها ... مثل هذه العبارات: "وإن هذا


١ "الله والإنسان".
٢ "رجل في القاهرة" "ابن خلدون".
٣ "من هنا نبدأ" ص١٢٤, ١٢٥.
٤ "الله والإنسان": ص٢٩٢.
٥ "رجل في القاهرة" "ابن خلدون": ص٦٦, ٦٧.

<<  <   >  >>