للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدين؛ لأنه ليس لهم من الاحترام والتقدير في نفوس "العامة" هنا في الشرق مثل ما لرجال الدين، لصلة هؤلاء بالدين، والدين له القداسة الأولى، والاحترام الكلي في نفوس الجماهير.

ولأن الدعاية الشيوعية، كالفكر الماركسي، في التجديد في الفكر الإسلامي مستوردة من الخارج -ككل فكر له طابع التجديد في الشرق الإسلامي، وبخاصة في مصر- تحاول هذه الدعاية أن تأخذ صبغة محلية كي تسير في المجتمع الإسلامي، على أنها منتزعة من واقع البيئة الإسلامية، أو لكي تبدو في نظر العامة والجماهير "الجموع! " منسجمة مع خصائص الجماعة الإسلامية.

لهذا نجد في الأدب العربي المعاصر، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بعض نشرات الدعاية الشيوعية، التي تظهر في صورة كتيبات تنقل هجوم جهاز الدعاية للفكر الماركسي ضد رجال الدين، والكنيسة الكاثوليكية في أوروبا، إلى علماء الدين في المجتمع الإسلامي في الشرق!! ولكي يبدو هذا الهجوم قريبا من البيئة الإسلامية، تصوغ هذه النشرات عبارت ومصطلحات متداولة في هذه البيئة بالنسبة لعلماء الإسلام، وللإسلام نفسه مع ترديد نفس العناصر الرئيسية التي قام بها هجوم الدعاية الشيوعية ضد الكنيسة، ورجال الكنيسة في أوروبا!! وسيكون حديثنا هنا عن ثلاثة من الكتيبات١ تمثل نشرات هذه الدعاية، التي تحمل في عناصرها الفكر الماركسي.

فبعضها٢: أضاف إلى عناصر الدعاية الشيوعية بعض أحاديث منسوبة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم، وبعض آيات من القرآن الكريم، قصرها في التفسير والشرح قصرا على أن تلائم ما أضيفت إليه من عناصر الماركسية.


١ الكتيب الأول: "من هنا نبدأ" لخالد محمد خالد، والثاني "الله والإنسان" لمصطفى محمود، وهو من سلسلة "كتب للجميع"، رقم ١١٣، عدد مارس سنة ١٩٥٨، وقد نشر أولا في صورة مقالات في مجلة "روز اليوسف"، والثالث: "رجل في القاهرة" ابن خلدون" لرشدي صالح، وهو من السلسلة السابقة، عدد مايو سنة ١٩٥٧ رقم ١١٥.
٢ "من هنا نبدأ".

<<  <   >  >>