للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دولة بلا إله؟ لقد أدرك الثلاثة نشأة الروحية من الضرورة المادية، وأن العامل الآخر أرضي ناشيء من الأرض، ومن الحاجات الأرضية، ولا دخل للسماء فيه١.

"إن الله ليس فوق الجدل، وليس فوق العقل، وليس فوق الواقع.. إن الله هو العقل، وهو الواقع، وهو مجموع القوة الكونية التي تعمل لخيرنا في كل وقت.. وهي قوى تقبل المراجعة، والبحث، والتطور"٢.

هذا نموذج من الحديث عن القيم الدينية والروحية في هذه النشرات.. أما أسلوب هذه الكتيبات عن علماء الدين، فإنه يضعهم موضع رجال الكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى، فيبعد كل البعد عن المناقشة المهذبة!! ... وهذا نمط منه:

"وأما الأئمة: فرجال ضائعون، يترنحون على الطرق، يقولون للتتار والأكراد: إن أبواب الجنة مفتوحة للصديقين والشهداء، وهم يعلمون أن الجنة لم يوعد بها الفاسقون ولا القتلة"٣.

"رأينا الكهانة المصرية "علماء الأزهر! " تختط مذهبا عجيبا. إذ راحت تمطر الناس بخرافاتها، وسال جشاؤها، حاملا مبادئها الحزينة المدبرة، داعية الناس إلى القناعة المقدسة، بيد أن الكهنة أنفسهم ألد أعداء القناعة، وأسبق العالمين إلى اقتناص المغانم، والبحث عن المال والجاه!! وهذا خلق لها قديم كشف عنه العلامة" هـ. ج. ولز" في كتابه الجليل "معالم تاريخ الإنسانية"٤.


١ المصدر السابق: ص١١١-١١٩.
٢ المصدر السابق: ص١٣١.
٣ كتاب "رجل في القاهرة": ص١١.
٤ "من هنا نبدأ": ص٢٤, ونلاحظ أن المؤلف في حديثه عن "الكهنة" ينقل عن "ولز"!! هذا ولعله H.G. Wells من دعاة الاشتراكية بعد الحرب العالمية الأولى في إنجلترا، ودعاة تنظيم العلاقة بين أصحاب العمل والعمال، عن طريق منظمة مشتركة يشترك فيها الطرفان بنصيب إيجابي على قدم المساواة، كما يلاحظ أنه ينقل هنا عن "فولتير" "Francots Maurie Voltaire" الكاتب الفرنسي في القرن الثامن عشر "١٦٩٤-١٧٧٥" وألد أعداء الكنيسة الكاثوليكية، من بين دعاة الثورة الفرنسية.

<<  <   >  >>