ونرى أن "المجددين" في الفكر الإسلامي الحديث في الشرق، أتباع مرددون، وليسوا أصحاب حكم ونقد ... تدفعهم رغبة الترديد وسطحية الفهم، أو يدفعهم الاحترام، إلى ترديد ما يرددون! وهم -لأي واحد من هذه الأسباب- ليسوا أصحاب فلسفة، ولا أتباع مدرسة فلسفية خاصة؛ لأنه تنقصهم "الذاتية" في بناء الفكر، و"نقده".
والأدب العربي المعاصر -بوجه خاص- يعاني أزمة "انفصالية" في التعبير عن الحياة المعاصرة، وعن الفكر والتوجيه القائم فيها، وذلك لفقد هؤلاء المجددين استطاعة "الهضم" للغريب، وبجانب كونهم يعيشون في ماضي الآخرين وهم يوهموننا دوما أنهم يعيشون في حاضر الحياة، وبجانب كونهم يعيشون على "البقايا" التي فقدت اعتبارها في الاتجاهات الإنسانية المعاصرة لدى هؤلاء الآخرين، رغم أنهم يطلبون منا أن نعترف لما يقولون بأنه:"جديد" وبأنه صاحب قيمة.