للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأسرة في الإسلام كما يظهر أنه لا يفهم المعنى الاقتصادي لقاعدة التوريث كما جاءت في القرآن، فالزواج في اعتبار الشريعة المحمدية عقد مدني.

وللمرأة أن تشترط عند الزواج أن تكون عصمتها بيدها. فيكتمل لها بهذا حق المساواة في الطلاق، والإصلاح الذي يقترحه الشاعر لنظام التوريث١ يقوم على فهم خاطئ، وينبغي أن لا يستنتج من اختلاف الأنصبة الشرعية, أن القاعدة تفترض تفوق الرجل على المرأة، فمثل هذا الافتراض يكون منافيا لروح الإسلام إذ يقول: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ} ٢.

"والحقيقة هي: أن المبادئ التي قام عليها نظام التوريث في القرآن، ذلك الفرع من التشريع الإسلامي الذي يصفه "فون كريمر" بأنه بالغ الحد في أصالته وابتكاره، لم تلق بعد من مشرعي الإسلامي ما تستحقه من عناية. فالمجتمع العصري، بما فيه من كفاح مرير بين الطبقات، يجب أن يحملنا على التفكير, ولو أننا درسنا شريعتنا بالنسبة للانقلاب المنتظر في الحياة الاقتصادية الحديثة، فإن من المرجح أن نكشف في أصول التشريع، عن نواح جديدة لم تنكشف لنا بعد مما يمكننا أن نطبقه بإيمان متجدد بحكمة هذه المبادئ"٣.

يبعد على "إقبال" إذن أن يكون متناقضا في الرأي، ... وهو رجل مؤمن إيمانا عميقا بالرياضة الصوفية السليمة، ومؤمن بإسلامه إيمانا حقا، وبصلاحيته للتوجيه في الحياة المتجددة، ومؤمن في الوقت نفسه بعدم التخلي عن الحياة الواقعية ...


١ يرى الشاعر: "أن تنشئة الأسرة يجب أن تجري على أساس العدالة ... ولهذا لا بد من مساواة المرأة والرجل في ثلاثة أمور: في الزواج، والطلاق، والميراث، وما دامت المرأة تعد نصف الرجل في الميراث، وربعه في عدد الأزواج، فلن ترقى الأسرة، ولن ترقى البلاد, لقد فتحنا للقضاء محاكم وطنية تقضي في الحقوق الأخرى، وتركنا الأسرة في أيدي مذاهب الفقهاء ولا أدري لماذا تخلينا عن نصرة المرأة؟ أليست المرأة تعمل في سبيل البلاد؟ أم يجب عليها أن تثور، وتتخذ من إبرتها سلاحا فاتكا تنزع به حقوقها من أيدينا؟ "، كتاب تجديد الفكر الديني في الإسلام: ص١٨٦.
٢ البقرة: ص٢٢٨.
٣ المصدر السابق: ص١٩٥، ١٩٦.

<<  <   >  >>