٤- ومعهد الدراسات الإسلامية "بالروضة بالقاهرة" معهد حديث النشأة لم يتميز اتجاهه بعد، هل هو علماني على نحو أسلوب الدراسة العلمانية في التراث الإسلامي التي أدخلها علماء التبشير والاستشراق في الجامعات المصرية؟ أم هو تقليدي على نحو ما يفعل الأزهر في طريقته؟
إن رواسب التبشير والاستشراق التي أشرنا إليها فيما مضى لا تتمثل فقط في المؤسسات التبشيرية المختلفة الظاهرة في مصر والبلاد العربية والإسلامية، بل هناك أيضا مؤسسات أخرى في مصر لا يرى منها التبشير وإن كانت لا تخفي هدف هذا الاستشراق، ونذكر -على سبيل المثال لا الحصر- المؤسسات الآتية:
١- المعهد الشرقي بدير الدومينكان، بشارع مصنع الطرابيش.
٢- ندوة الكتاب، بشارع سليمان باشا.
٣- دار السلام، بكنيسة دار السلام بمصر القديمة.
٤- المعهد الفرنسي بالمنيرة.
فكل هذه المؤسسات تخضع للاتجاه الكاثوليكي في بحث الإسلام وتراثه وتخضع كذلك للنفوذ الفرنسي, والذين يعاونونها من المصريين هم أصحاب الثقافة الفرنسية ممن درسوا في فرنسا الآداب الشرقية والثقافية الإسلامية، ويرعاها كأب روحي، المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومستشار وزارة المستعمرات الفرنسية في شئون شمال إفريقيا.
والذين يعاونون هذه المؤسسات من المصريين المثقفين في فرنسا والدارسين للآداب الشرقية العربية أو للتراث الإسلامي الثقافي، يزداد أثرهم كلما اتصل شأنهم واتصلت مشورتهم بتوجيه الآداب، أو الثقافة في مصر.
وتحت عنوان "إصدار سلسلة كتب عن تاريخ الدين الإسلامي" وتحت هذا العنوان كتبت جريدة الأخبار بتاريخ ١٥ أكتوبر من عام ١٩٥٧: عن وضع مشروع لإصدار سلسلة من الكتب, بعضها مترجم عن كتب المستشرقين,