للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللمستشرقين الفرنسيين مجلة شبيهة بمجلة "العالم الإسلامي" في روحها واتجاهها العدائي التبشيري واسمها أيضا "Le Monde Musulman".

ولعل أخطر ما قام به المستشرقون حتى الآن هو إصدار "دائرة المعارف الإسلامية" بعدة لغات، وكذلك إصدار موجز لها بنفس اللغات الحية التي صدرت بها الدائرة، وقد بدءوا في الوقت الحاضر في إصدار طبعة جديدة تظهر في أجزاء، ومصدر الخطورة في هذا العمل هو أن المستشرقين عبئوا كل قواهم وأقلامهم لإصدار هذه الدائرة، وهي مرجع لكثير من المسلمين في دراساتهم، على ما فيها من خلط وتحريف وتعصب سافر ضد الإسلام والمسلمين.

واستطاع المستشرقون أن يتسللوا إلى المجمع اللغوي في مصر، والمجمع العلمي في دمشق، والمجمع العلمي في بغداد.

ويعمد المستشرقون -فيما يعتمدون- على عقد المؤتمرات العامة من وقت لآخر لتنظيم نشاطهم، وأول مؤتمر عقدوه كان في سنة ١٨٧٣، وما زالت مؤتمراتهم تتكرر حتى اليوم.

وفي العصر الحديث تقوم المؤسسات الدينية والسياسة والاقتصادية في الغرب بما كان يقوم به الملوك والأمراء في الماضي: من الإغداق على المستشرقين وحبس الأوقاف والمنح على من يعملون في حقل الاستشراق.

واتجه المستشرقون والمبشرون بمعاونة الاستعمار إلى مجال التربية، محاولين غرس مبادئ التربية الغربية في نفوس المسلمين؛ حتى يشبوا "مستغربين" في حياتهم وتفكيرهم، وحتى تخف في نفوسهم موازين القيم الإسلامية "انظر ص١١٤ من مجلة "الإسلام" Al-Islam الصادرة في ١٦ مارس سنة ١٩٥٨".

<<  <   >  >>