وأين العبقرية التشريعية اليونانية من عبقريات مشرعي الإسلام!!
ويخصص المؤلف ضعف هذا الحجم لوصية عبد الحميد الكاتب للكتاب ...
وعندما يصل إلى هارون الرشيد لا يورد عنه إلا قطعة من يوميات "أجينار" مؤرخ شرلمان تصف سفارة الرشيد إليه ...
وهذه السفارة على ما هو معروف أسطورة من الأساطير ...
وما كان هارون الرشيد ليعنى بشارلمان هذا أو يرسل إليه سفارة وهدية..
ولكن المؤرخ الغربي يتمسك بها ...
لأنها تقول: إن الرشيد أرسل مفاتيح بيت المقدس للملك الفرنسي.
وهذا هو بيت القصيد!
وليس في تقاليدنا هذا الشيء الذي يعرف بمفاتيح المدن.
ولا يمكن أن نتصور سببا معقولا يجعل الرشيد يفكر في هذا ...
ولكن ما حيلتنا؟ إنهم يشعرون بالسعادة إذ يرددون ذلك!!
وقطعة أخرى يذكرها عن الرشيد: نكبة البرامكة برواية المسعودي.
وتلي ذلك حروب الأمين والمأمون.. إنه يخصص لها ٦ صفحات بينما خصص لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ١٤ صفحة!
- الفضل كله للفرس والترك:
وفي أثناء ذلك يقف طويلا ليتحدث عن انفصال الأندلس.. ولكي يتكلم عما يسميه استقلال المغرب، وهو لا يسميه المغرب، وإنما باسم يولع به الفرنسيون، وهو "لا بربيري" أي: بلاد البربر.
وهذه التسمية في ذاتها دسيسة: دسيسة تافهة؛ لأن أهل المغرب عرب، وهم يؤكدون للفرنسيين أنهم عرب.