ولكن المستعمر الفرنسي خلال القرن الماضي تصور أنه يستطيع أن يفصل المغرب عن الوطن العربي إذا أوهم أهله أنهم ليسوا عربا.
وقد فشت الدسيسة، ولكن الوهم لا زال يعمر أذهان الفرنسيين.
وهم سعداء جدا -فيما يبدو- بذلك الوهم!!
وبدلا من أن يقف المؤلف طويلا عند قيام الدولة الأموية بالأندلس، ويدل قراءه على عبقرية عبد الرحمن الداخل، لا يذكره إلا في سطور, ثم يسرع للتحدث عن بني رستم الخارجين في تاهرت "برواية الخارجي أبي زكريا" وعن الأدارسة.. بل عن بني مدرار أصحاب سجلماسة، ثم يقول بكل سعادة:"وهكذا سيكون الشمال الإفريقي كتلة ترفض الطاعة للخلافة المشرقية".
ثم يعود إلى المشرق ليتحدث عن المأمون:
وما يقول عن المأمون؟
إن دولته دولة فارسية لا أثر للعرب فيها!
وما دام قد انتهى إلى أن المأمون غير عربي، فهو لا يجد غضاضة في أن يتحدث عن نهضة العلوم أيام المأمون ... فهي نهضة غير عربية!
ويتبع ذلك بفقرة ينقلها عن ميخائيل الصوري يتحدث فيها عن مدرسة حران.
ثم يقف طويلا عند المعتزلة، ومن عجب أن ينقل كلامه عنهم عن المسعودي دون غيره من الأصول.
وينتقل للحديث عن المعتصم والترك، ويتخير بالذات فقرات من رسالة الجاحظ في فضلهم ...
ولم ترض نفسه قبل ذلك بإيراد فقرة -ولو نصف هذه- عن فضل العرب؛ لأن العرب بالنسبة له ولأمثاله سم ينبغي أن يتحاشاه.
- القرامطة طلاب عدالة وإصلاح:
وهو يختار من تاريخ الأعصر العباسية ما يحس في نفسه أنه يسيء إلى العرب والإسلام.