هل تذكر العبارة المضحكة التي قالها مراد بك عندما سمع أن الفرنج نزلوا بساحل الإسكندرية؟ قال: هؤلاء مثل حب الفستق، للكسر والأكل!
ثم تبين بعد ذلك أنهم ليسوا فستقا ولا بندقا، وإنما هم حرب ودمار ...
لقد ندم مراد بك على كلمته وهو يجمع ملابسه ليجري هاربا إلى الصعيد بعد معركة الأهرام.
أما نحن فليس أمامنا وقت للندم.
ليس أمامنا إلا أن نعمل.. ونعمل حتى الموت.
لنتصور الجهد الذي بذله هذا الرجل الفرنسي وهو في سن السبعين:
جهد في الجمع والترتيب والاختيار.
وهو في الواقع جهد شاق، ولا يعرف الشوق إلى من يعانيه.
لنعمل إذن.. ففي أعناقنا مسئولية عالم كبير..
إن بعضنا يلعب ويتصور أنه يعمل: ينظر في الصفحات التي كتبها الطبري أو ابن سعد مثلا عن عمر بن الخطاب ثم يكتب سلسلة كتب عن عمر بن الخطاب ...
لو كان هذا هو العمل لما حمل الهم أحد ...
والهموم على قدر الرجال ...
ورحم الله أبا الطيب حين قال: "على قدر أهل العزم تأتي العزائم".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute