وفي العام الماضي نشر راهب كندي كتابا عنوانه محمد والقديس فرنسوا ...
نحن لا يرضينا أن يذكر اسم نبينا على هذه الصورة المجرد الحصول على أسماء جذابة لمؤلفات.
والمهم هنا أن "جاستون فييت" يقول في آخر كتابه: إنه يقف بالكتاب عند أسماء باهرة كأسماء "البابا ليو العاشر ومارتين لوثر وهنري الثامن وفرنسوا الأول وشارلمان وكالفين وسليمان القانوني" وهم في رأيه أعلام التاريخ العالمي في القرن السادس عشر!!
وهذا القرن يعتبر في رأيه نهاية مجد المسلمين وأول مجد الأوروبيين.
فكل اسم ذكره يعني في حسابه نهضة شعب من شعوب أوروبا، أو قيام حركة إصلاحية كبرى فيها، وسليمان القانوني هو في حسابه آخر العظماء من ملوك الإسلام.
وأن العالم الإسلامي اتجه بعده إلى الانحدار السريع ...
وهنا ينبغي أن نقف ونفكر..
لأننا كأمة ناهضة وكناس يأخذون الحياة مأخذ الجد ... لا يليق بنا إذا رأينا شيئا لا يعجبنا أن نلقيه بعيدا ونقول: كلام فارغ..
صحيح أن فيه كذبا وتضليلا, صحيح أنه صادر عن حقد عميق، ولكنه ليس كلاما فارغا، ولا يخدمنا في شيء أن نلقيه بعيدا ثم نجر اللحاف وننام..
لأن هذا "الكلام الفارغ" هو الحديد والنار اللذان يحاربنا بهما أعداؤنا.
والحديد والنار لا يقابلان إلا بالحديد والنار.
وفي ميدان العلم، الحديد والنار هما العمل، والعمل الطويل.
إذا كان هذا الذي كتبه فييت "كلاما فارغا.. فلنشمر عن سواعدنا ولنكتب نحن الشيء المليان".