الصفار، يعود بين الحين والحين ليلقي نظرات سوداء على خلافة بغداد ... المقتدر والراضي والمتقي.... إلخ. والصفحة المشرقة الوحيدة التي يأتي بها هي التي تتحدث عن التجارة، وكيف كان تجار المسلمين يقطعون الأرض بمتاجرهم، من "خرغانة إلى غانة"، كما قال الحريري على لسان صاحبه أبي زيد السروجي.
وقد اعتمد فيما نقله على ابن خرداذبة وناصري خسرو والبيروني والإدريسي وابن جبير.
ويعود ليتحدث عن الفاطميين.
يقف طويلا عند خطاب الأمان الذي أذاعه جوهر الصقلي عند دخوله القاهرة ثم يحكي قصة اختطاط القاهرة برواية المقريزي.
وهو معجب بالفاطميين؛ لأن مذهبهم لم يلق قبولا من جماعة المسلمين.
إنه ينقل الصفحات بعد الصفحات عن ناصري خسرو.
ويقف طويلا عند الخليفة الحاكم.
وينتقل إلى السلاجقة فيمر بهم تمهيدا للحملة الصليبية الأولى.
ويختم الفصل بعبارة لوليم الصوري يقول فيها: إن الصليبيين عندما دخلوا بيت المقدس قتلوا من أهله ٦٥ ألفا ...
- واجبنا اليوم: العمل حتى الموت.
ويطول بنا الحديث لو مضينا نستعرض المقتطفات حتى آخر الكتاب.
إنه لا يقف به إلا عند سليمان القانوني.
وعنوان كتابه "مجد الإسلام" من محمد إلى فرنسوا الأول".
ولا ندري ما العلاقة هنا بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا الملك الفرنسي الذي يذكره التاريخ بهزيمته المشينة عند مارينيافور سنة ١٥٥١.
ولكنها بدعة جروا عليها هناك ... فالمؤرخ البلجيكي "هنري بيرين" له كتاب مشهور عنوانه محمد وشرلمان.