للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليست هناك صلة بين المسيحية كدين وبين هذه الحضارة الصناعية الغربية المادية، إلا أن المباشر لهذه الحضارة يعتنق المسيحية وينتسب إلى الشعوب المسيحية، وليست المسيحية دينا للحضارة الإنسانية، وإنما هي دين للسلوك الفردي في الحياة الإنسانية.

ولكن تمجيد القيم الغربية المسيحية على هذا النحو، وبهذا الربط من علماء المسيحية الدارسين للإسلام، والعارضين لمبادئه في الصور السابقة -أوجد صدى في حياة المسلمين وفي نفوس بعض الكتاب والمفكرين من المسلمين، فالحديث عن العلم Science وعن الطريقة العلمية، والدعوة إلى مسايرة خطواته مقترنة بالتقليل من قيمة التراث الماضي -وهو التراث الإسلامي- ينبئ عن هذا الأثر. العلم يدعو إليه الإسلام وتدعو إليه الحياة نفسها، ولكن اقتران الدعوة إلى العلم بالغض من قيمة الإسلام آية على أن منطق ربط الحضارة الصناعية الغربية بالقيم المسيحية أخذ طريقه في الحياة الإسلامية، وعلى أن المقابل لهذا الربط: وهو أن تخلف المسلمين إنما هو لتخلف مبادئ الإسلام وبدائيتها, له وزنه وأثره في توجيه الفكر الإسلامي الصادر من المسلمين.

<<  <   >  >>